لا أسأل عن مصلحة الغابات في مدني وأين مكانها لتجيبني عن السؤال ولا أسأل عن التعريف العلمي للغابة ولا مواصفات الغابة.لكن كلمة غابة وردت في مقال 1995 أذاقتني يومها صنوف العذاب وأدخلتني الحراسة والتردد على المحكمة إلى إن فرج الله كربتي ببعض الإخوة الذين شرحوا للخصم ماذا أقصد بالغابة ، ومن يومها وأنا لا استخدم كلمة غابة في كتاباتي على كثرتها.
غير أني اليوم مضطر لاستخدامها ويبدو أنها استخدمت صراحة وتلميحا في السياسة والأدب، ألا تذكرون جماعة الغابة والصحراء؟ رحم الله المبدع الدكتور محمد عبد الحي وصحبه، أما في السياسة فهي أوضح من الشمس أليس كذلك؟
في إخبار الأسبوع الماضي أن والي الجزيرة قد شكا لطوب الأرض حال ولايته ومديونياتها وتنميتها التي لم تتجاوز 3 % ورمى اللوم على المركز! نحن بدورنا نرمي اللوم على المركز مرتين حيث سمعنا أن المركز يعاقب ولاية الجزيرة لأن ما ضخه فيها من مال لم يظهر عليها وذهب مع الريح. نحن لا نعرف أكثر من الحكومة كما قال عادل إمام، لكن أيها المركز حكومة الجزيرة التي لمتها على عدم الرشد في الصرف أنت القيم عليها وهي ليست كحكومة الجنوب التي تحكم الجنوب بموجب اتفاقية السلام (نيفاشا) ولها بقانات لا ينفع فيهم اللين ولا الشدة وهم ينتظرون 2011 ليودعوا الشمال فرحين ( لا سمح الله).نعود تنفيذيي ولاية الجزيرة معينين بواسطة المركز ولم ينتخبهم شعب ولاية الجزيرة حتى يعاقبوا بأخطاء من ولاهم المركز عليهم.
ثم هذه القوانين التي تحكم الموارد ومنها القيمة المضافة وضرائب الشركات والسكر والجمارك كلها مركزية ليس لولاية الجزيرة منها إلا بالقطارة الذي اعرفه أن ضريبة القيمة المضافة كانت 65 % للمركز و35 % للولاية وقد حدث فيها تغير طفيف حيث صارت 60 % و 40 %.
ما لم تتغير كثير من السياسات ومنها أن يختار المواطن من يحكمه وهذه بيننا وبينها زمن قريب أن (كضب الله الشينة) بعض شهور 4 تقريباً.وثانياً المحاسبة – اعني محاسبة الدنيا – إذ محاسبة الآخرة مضمونة عند واحد احد لا يظلم الناس ولكن الناس أنفسهم يظلمون.
ثانيا ان تكون هناك معادلة واضحة لقسمة الموارد تظهر تنميةً على الأطراف وبذا نكون قد وضعنا (لكرضمة) الخرطوم علاجاً لا يعقل أن يطارد أبناء الجزيرة الأحرار لقمة رزقهم عند إشارات مرور الخرطوم يبيعون لهم الماء البارد والمناديل.ما رأيت عزيز قوم ذل مثل ما رأيت فتيان الجزيرة في صيف الخرطوم الساخن واسفلتها اللاهب وشباب الجزيرة يتصببون عرقا ليبيعوا زجاجة ماء بارد عند الإشارة.أكرموا عزيز قوم ذل قوم كانوا لا يعرفون الا الخضرة والوجه الحسن صاروا كضحايا المجاعات لوجههم عشرات الزوايا وريقهم ناشف.
ولاية الجزيرة لا تتسول ولكن تطالب برد دين من سودان بار.
31/10/2009 م صحيفة الحرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق