الجمعة، 23 أكتوبر 2009

العلاج في الخارج لماذا؟

تحت هذا العنوان الجاذب عقدت جمعية اختصاصي الطب الباطن السودانية ندوة بمركز الشهيد الزبير للمؤتمرات ( وسنعود لمآل إليه هذا الصرح الذي كان رائعاً) كان ذلك يوم السبت 17/10/2009 م.
السؤال كما عودونا في الامتحانات إما أن يكون قصيرا أو طويلاً وإذا كان من النوع القصير لأجاب الكل بهذه الإجابة ( لأن البيت الصحي بالداخل غير مرتب) ولكن لأن السؤال من النوع الطويل فقد استغرقت الإجابة عليه أربع ساعات بالتمام والكمال من العاشرة حتى الثانية وهنا لنا وقفة فقد كان علي أن أوصل بنتي حتى اذهب للندوة والوقت ضيق وإنا قادم من اللعوتة ليس شرق الخرطوم ،اتفقنا أن ليس في السودان شيء بدا في موعده ولكن شهادة لله فقد بدا البروف مأمون حميدة رئيس الجمعية في العاشرة تماما مما يؤشر إلى أن العافية بدأت تدب في هذا السودان ولو مرة.
معظم المتحدثين من الوزن الثقيل بروف أو فريق ومحافظ البنك المركزي ووكيل وزارة الصحة هذا النجم الرائع غير أني بت خائفا على صحته فقد سلبته هذه الوكالة كثير من لحمه وملحه أيام كان يكتب (كلامات). وخلت القاعة من صغار الأطباء إلا فنطوطة واحدة ( طيب شابة) شاركت بعنف واعتسفت من الزمن ما شاءت رغم انف المنصة وصححها وكيل الوزارة ان مبنى الجلدية من وزارة المالية وليس من الشركة التي ذكرتها.
من المستحيل أن نغطي ما دار في عمود صحفي ،ولكن نقتطف من هنا وهناك. بروف فضيل تحدث عن المستشفيات الخاصة وما يعيقها من تقديم خدمة منافسة ومن طرائف ما قال أن للعلاج في الخارج سماسرة بارعون في الإشاعات ومن ذلك أنهم أشاعوا أن دكتور فضيل ذهب ليتعالج في الأردن منتهى الخبث والمكر. وان هؤلاء السماسرة لهم عيون أمام المستشفيات وبسرعة الانترنت يقنعون الزبون بالسفر للعلاج بالخارج.وتحدث عن الإعلام وإحباطاته وتضخيم الأخطاء الطبية وذكر أن هذا الإعلام لا يذكر المحاسن والفرائد وان مركز المادورا ( النبت ) بمسنشفى سوبا هو الوحيد في هذا التخصص وان منشئه هو بروف الفحل. وكيف أنقذ أرجلاً قررت مستشفيات راقية بالخارج بترها.كان محموقا من صحيفة الوطن التي أفردت عنوانها الرئيس يوما لم تصمد امام القضاء لإثباته ( انذار قانوني لمستشفى فضيل).
وتتالى المتحدثون – وكنت منهم ممثلاً لجمعية حماية المستهلك- غير أن وجود د.صابر محمد حسن محافظ البنك المركزي ادخل الأرقام حيث كان الرقم المعلن هو أن الدولة تفقد 500 مليون دولار في هذا البند وبعد عدة محاورات ومقارنة مع بيانات مدير القومسيون الطبي أن المبلغ في حدود 300 مليون دولار (برضو كتير) تحدث صابر عن عدم قدرة المصارف بتمويل طويل الأجل للقطاع الصحي وبفائدة قليلة كما في دول مثل السعودية حيث السداد خلال 30 عاما مع فترة سماح 10 سنوات وفائدة 3 %.مقارنا بفائدة 13 % وسداد خلال 3 سنوات في ظل مواد بناء من سيخ واسمنت أسعارها أضعاف سعرها خارج السودان. هذه الدولة تريد ان لا تفقد 500 مليون دولار في العلاج بالخارج، وتريد جمارك وضرائب الأجهزة والمعدات الطبية وضرائب العيادات وضرائب المراكز الصحية وجمارك الاسمنت السيخ وضرائبها، ألا تمتلي هذه الخزينة التي تشبه جهنم هل من مزيد.
وطلب الاعفاءات تجدني لست ميالا للإعفاءات المبهمة العائد أرى أن لا تعفي المؤسسات الصحية في ظل هذه الأسعار الفالتة يوم نضع الأسس و الضوابط المفصلة التي تحدد حجم الخدمة الصحية بكل تفصيل كما في الأردن مثلاً والتي صارت مثالا يتبع رغم حداثة تجربتها مقارنةً بتجربة الطب في بلادنا التي فاقت ثلاثة أرباع القرن.قيل أن كل شيء هناك موحد السعر من زاد يعاقب ومن نقصه يعاقب.
أشهر سماسرة العلاج بالخارج بيرم الحلفاوي كان هناك وتحدث بلهجة الحلفاويين المرحة ولكن أخطر ما قاله الرجل ان مؤسسات كبيرة متعاقدة لعلاج منسوبيها بالأردن وهي مشروع الجزيرة البنك المركزي الجمارك واخرى لا اذكرها وقال بدا الامر بالمدير ونائب المدير العام وتحرك حتى شمل كل العاملين (يعني العايز يطهر ولده يوديهو الأردن) أما بلد تحير ( تموت الأسد في الغابات جوعا ....). بالله مثل هذه المؤسسات مهما كانت حجتها أليس لها كابح يقول لها على الأقل عيييييييب.
تحدث الكثيرون عن إعادة الثقة في الطب السوداني وكيف تعاد هذه الثقة مما يدل ضمنا على ان تهمة فقدان الثقة أصبحت حقيقة.
غير ان كمال عبد القادر وكيل الوزارة تحدث كثيرا عن بداية ضوابط وليس منع للمتعالجين بالخارج أن لا يتم ذلك إلا بعد أن يتأكد أن ليس لهذا المريض علاج بالسودان والأمراض التي ليس لها علاج بالسودان كما حددها هو ومتحدث آخر استشاري عيون ( المناسبة ما شاء الله بروف مأمون كان يعرف أسماء الكل ودرجاتهم ورتبهم) الأمراض التي لا علاج لها لا تتجاوز الثلاثة أو الأربعة ( وإنا عارف حاجة غير السكري).
تحدث بعض الأخوة عن تعامل بعض الأطباء السودانيين مع المرضى وما يصاحبه من تعالي وتحدثوا عن قلة المستشفيات التعليمية واقترح بعضهم إدخال بعض المستشفيات الخاصة ليتدرب فيها الأطباء وعندما اقترح احدهم مستشفى يستبشرون ومستشفيين آخرين علت وجه بروف مأمون ابتسامة عريضه وأعقبها بشكراً.( يستبشرون يتبع لجامعته).
بقي أن نعيب على مركز الزبير وهو الرائد في هذا المجال عدم تطوير هذه القاعة واخص أجهزة الصوت ولو أرادوا مني مشورة فليذهبوا إلى قاعة مأمون بحيري ببنك السودان ويجلبوا أجهزة wireless اللا سلكية وكيف أنها ترسل تستقبل بكل يسر ونقاء بدلا من هذه الأجهزة التي أكل الدهر عليها وشرب.ثم ثانيا مركز بهذه السمعة ليس فيه مكان للانترنت ولا التصوير ولا .....
شكا لي احد الحاضرين لم تصله قارورة الماء،الشيء الوحيد الذي قُدم، حتى تمر وفول الإنقاذ لم يكن هناك شكا لي الم يسمع هؤلاء باحتياجات مريض السكري؟
رائعة الندوة وفتحت محاور كثيرة للنقاش وصياغة توصيات التزم وكيل وزارة الصحة بكل الممكن منها وضرب لغير الممكن مثلا ( مجانية العلاج شبه مستحيلة في ظل هذه الظروف).
صراحة نفسي قام ولسة المفترض ذكره كثير نحيل الباحثين الى جمعية اختصاصي الطب الباطن لسماع كل الندوة. أخيراً لن أقبل تهمة أن المدرسين كثيري الكلام الأطباء أكثر كلاما منهم.

ليست هناك تعليقات: