الثلاثاء، 23 يوليو 2013

خم الرماد وعلاقته بالقرآن وبما كان بمصر

  الإثنين, 22 تموز/يوليو 2013

قرأت الثلاثاء «30» شعبان «1434هـ» الموافق «9/7/2013، كلمة للأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم بعموده «استفهامات» بـ«الإنتباهة». بعنوان «خم الرماد» أوضح فيها المعنى المجازي المتداول لاستخدامه. فقال: كان معاقرو الخمر قبل منعها بأخريات عهد النميري وعهد الإنقاذ هذا. ما كانوا يشربون الخمر في رمضان لا لحرمتها ولكن احترامًا لحرمة رمضان. فإذا كانوا في آخر يوم من شعبان أكثروا من شرابها «زاد مسافر أو شرب مودع». ما كنتُ أعلم أنَّ تعبير «خمّ الرماد» مجاز لا حقيقة، إلا بعد أن قرأت توضيحًا بذات عمود الاستفهامات يوم الأربعاء 10/7/2013 للسيد/ نور الدين كرور عن المعنى الحقيقي لمقولة «خم الرماد» وعلاقتها بالقرآن عندما قام مشكورًا بالتوضيح حيث قال:
«قبل حلول رمضان بيوم يقوم الشيخ وطلاب الذكر بنظافة حفرة التقابة من الرماد، ويجددون النار بحطب جديد. ويكرموا لوجه الله الكريم المكان الشاهد بكرموا أي يذبحوا خروفًا كرامة، هذه هي حقيقة «خم الرماد» وعلاقته بالقرآن قبل أن يكون مجازًا.
نعود بعد هذه الإضافة المهمة عن تعبير «خم الرماد» بدافع التوثيق، نعود إلى كلمة الأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم موضوع الحديث، كما قال، أعني أحمد، بمناسبة الحديث عن الرماد المجازي لمعاقري الخمر وخمِّه. كانت الخمر تباع علي عينك يا تاجر بالبارات. والبارات كانت بجانب المساجد الكبيرة مثال بار «ارونتي» كان بجوار جامع ام درمان الكبير الذي كان به لكبره المعهد العلمي قبل انتقاله الى حي العرضة غربًا. ثم أزالته حكومة الإنقاذ بالهدم لتقيم جامعًا آخر بديلاً بجانبه كما أزال نميري جامع الخليفة «استوصوا به!!» بدل المحافظة عليه تراثًا وتاريخًا لهذا البلد كما يفعل الإنجليز بآثارهم ومعالم تاريخهم.
هذه النقطة بالذات في كلمة الأستاذ أحمد هي التي دعت إلى كتابة هذا التعقيب بل دعت إلى ذكر ما كان بمصر في مصر بل دعت أن يكون العنوان «الحل كان برجال خمة الرماد يا مرسي» قبل أن أعدل عنه إلى العنوان الماثل أعلاه. وإليك دواعي كل هذا بإيجاز.
كان شيخ المعهد العلمي بالجامع الكبير ابو القاسم هاشم. بعد فتح البار صعد المنبر وهرع جميع من بالجامع اليه فحدثهم بانفعال عن انتهاك حرمة الدين، والمسجد، والمعهد، بفتح بار يبيع الخمرة بجواره وكان يتوقع التجاوب إلا أنهم قالوا «لا حول ولا قوة إلا بالله» ولم يفعلوا شيئًا. إزاء هذا ركب حماره واتجه الى الاندايات وأعاد ما قال بالجامع. فترك كل واحد شرابه بمكانه وحمل عكازه واتجه جمعهم الى البار شرقًا قصد تحطيمه. وقد كان ولبوا لغايتهم، همّ واحد منهم بشرب شيء مما أُريق. بعدها عادوا الى الانداية لمواصلة شرابهم. وهذا يذكرني بموقف أبو محجن الثقفي في يوم القادسية. يقول الرسول «ص». «المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف» فلو أخذ الرئيس مرسى المخربين امثال البرادعي وعمرو موسى... بالحزم «قوة الرأي» والعزم «قوة التنفيذ» القائم على الانتخابات الحرة النزيهة والممثلة لإرادة الشعب المصري. القى بهم في السجن كما فعلوا به وبقادة الإخوان. وكما فعل ستالين بأعداء ثورة 17/10/1917م بل وفعل الرسول «ص» الأقرب والأصدق ببني قريظة لنقضهم العهد الذي كان بينهما وغدرهم بالمسلمين بغزوة الأحزاب لو أخذ لما كان شيء مما كان بمصر.
هذا ومن استخدامات الرماد أن الجنوبيين يتمرغون به لتفادي عض البعوض.. وبالشمال لإزالة الشعر وطرحه بالأرض لمقاومة الأرضة. والتعبير عن بالغ الجزع لموت عظيم بتعفير الوجه به قالت بنونة في رثاء أخيها ود المك «ما دايرا لك الميتة ام رمادًا شح» دايراك يوم لقا بدميك تتوشح». و«الرماد كال حماد» مثل. آمل ان يتكرم احد القراء بشرح هذا التعبير او هذا المثل من هو حماد؟ وهل الرماد يُكال؟ الرماد يُخم ويُكال.
رجاء آخر: جرت العادة أن تطبع المؤسسات والجهات الدينية إمساكية لرمضان كلما أطل شهر رمضان المعظم. توزعها على الناس مجانًا. توضح فيها مواقيت الصلاة والسحور والإمساك. والفطور زائد نشر الصحف يوميًا لوقت السحور والإمساك والفطور هذا العام حتى الصحف تقول «الفجر والمغرب» بهذا الإبهام، أرجو ذكر لفظ الإمساك والفطور وصراحة لئلا يتساءل الصائمون متى الإمساك؟! وشكرًا. رجاء ثالث للدكتور عبد الماجد كاتب عمود ثالثة الأثافي بذات التاريخ 11،7،2013 قال تحت عنوان «رمضان وخم الرماد» وخاصة أشجار الأكاشيا الشوكية مثل الطلح والسنط والسيال» إلخ لماذا عدل عن أشجار «العضاة» العربية المعهودة إلى الاكاشيا غير المعهودة؟ فاللغة تحيا وتموت بالاستخدام والعارف لا يعرف. على الشفيع الرحمة دعوة صائم آمين.   والله من وراء القصد.
بقلم البروفسير عبد الله عووضة حمور

ليست هناك تعليقات: