الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

هل نمكث طويلاً في محطة عقار

الخميس, 08 أيلول/سبتمبر 2011

لا حديث لإعلامنا هذه الأيام إلا عقار وغدره وكأن الغدر جاء فجأة وليس من طبعه.رغم أني لا أميل للكتابة في السياسة إلا أن حادث النيل الأزرق أجبر الجميع للكتابة فيه وتصدّرت أخبارها كل النشرات. لا مانع من كل ذلك لكن الذي يؤرقني أن تقف كل الحكومة في نقطة واحدة هي النيل الأزرق.
لم يعجبني أبداً نشر ثروة مالك عقار في الإعلام في اليومين الماضيين فقد نشر عدد بيوته في الخرطوم وفي جوبا وفي الدمازين وقطع الأرض التي يمتلكها في أركويت وغيرها والمزرعة التي يمتلكها والسيارات من الهمر إلى التويوتا، وكيف أوصى لكل ابن من أبنائه بعدد منها. هل نزلت هذه الثروة أو معلوماتها اليوم فقط بعد غدر عقار أم هي معلومات قديمة تعلمها كثير من الجهات ولكن جاء يوم نشرها. إذا ما بدأ مسلسل نشر الثروات فيجب أن يشمل الجميع كل الدستوريين ولا ننتظر أن يغرد أحدهم خارج السرب أو يتمرد حتى تكشف ثروته للشعب وكأن هذه الثروات هي ثمن السكوت ومتى ما «فرفر» نشرت ثروة الدستوري.
ثم خبر آخر يتحدث عن أن مالك عقار كان يعمل موظفاً لدى شركة إنشاءات تعمل بالخزان واتهم باختلاس مبلغ من المال وتم تقديمه للمحاكمة، وتردد أنه هرب قبل اكتمال فصول محاكمته. أليس من شروط العمل العام أن لا يكون أدين في قضية شرف أو خيانة الأمانة؟ لماذا لم يُقل ذلك يوم كان عقار يتنقل في المناصب من وزير إلى والٍ؟
أما حديث الأحزاب المعارضة بأنه يجب الاعتراف بالحركة الشعبية قطاع الشمال أرجو أن يكملوا اسم الحركة «الحركة الشعبية لتحرير السودان» وتحرير السودان مربط الفرس تحريره مِن مَنْ؟ هذه الأحزاب الكسيحة وضيقة الأفق هي التي جعلت من المؤتمر الوطني لا بديل له وهي دائماً تقتات من فتات الموائد ولا تعرف صنع الطعام.
وبما أنني لا أفقه في كرة القدم كثير شيء، ولكن أعلم أن هناك ما يسمى بالدافوري حيث المرمى وحيد وليس مرميين والدافوري من فريقين يتباريان في مرمى واحد وليس فيه خطة لعب بل الجميع يجري خلف الكرة. بنفس القدر أرى أن الحكومة هذه تلعب دافوري فكلها لا شغل لها إلا النيل الأزرق وتكاد تجزم أن كل العمل تعطّل في كل المجالات وكلهم صار شغلهم واحد هو النيل الأزرق.
وبما أن مصائب هذا البلد لا نهاية لها على الحكومة أن تلعب بخطة وليس دافوري، أن يترك أمر الأمن للأمن والحرب للجيش وفيما عدا ذلك تقوم كل جهة بعملها وكأن شيئاً لم يحدث.
غير أن الأمر في القنوات الحكومية والخاصة مختلف جداً فهذه زادتها حبتين، ما تفتح قناة من هذه القنوات إلا وتجد الغناء يحتل مساحة كبيرة وكأن هذا الشعب ما خلق إلا ليسمع الغناء، بالمناسبة في قائمة القنوات المفضلة عندي من القنوات السودانية السودان،الشروق، النيل الأزرق،الخرطوم وأم درمان. وكل هذه ما عدا الشروق قنوات الغناء همها الأكبر.
وكما قال حسين خوجلي يوماً مجيباً عن سؤال لمن تقرأ؟ قال لا أقرأ لفلان.
أما أنا فلا أشاهد قناة ساهور.

ليست هناك تعليقات: