الخميس، 14 أكتوبر 2010

تلفزيون السودان أبلد سياسي

في هذا الظرف السياسي الحرج مهما هربنا من السياسة تصر إلا أن تلاحقنا متبرجةً وتغوينا لنكتب في السياسة عفوا إن استجبنا لهذه الغواية اليوم ولكنا سنترجل في مستقبل أيامنا بإذن الله ونعود لمنهجنا في ما ينفع الناس.

هذا التلفزيون المسمى (تلفزيون السودان) وهو الجهاز الرسمي والمعبِّر عن وجهة نظر الحكومة تمامًا كصحف الأنظمة قديمًا يوم كانت تستطيع الحكومة فرض صحيفة واحدة او اثنين على الشعب ولا يجد لهما المواطن بديلاً وتعرض فيهما الحكومة نفسها في انصع صورة. والمواطن المسكين لا بديل له.

كيف يرضى التلفزيون بلعب هذا الدور وهو يعرف الثمن الذي سيدفعه إن استمر في عرضه البائس هذا؟ وغدًا سينفض المشاهد من حوله وما أكثر البدائل. حتى الإعلانات التجارية ستجد قنوات تستحق أن يُدفع لها أكثر من تلفزيون لا يشاهده إلا محمد حاتم سليمان.

لا افهم هل يعني كون التلفزيون قوميًا وحكوميًا أن يساير الحزب الحاكم (أحقا هو الحاكم؟!!) ويقدم واقعًا غير معيش؟ دليل ذلك هذا الاجتزاء من حديث الساسة الجنوبيين الداعين للوحدة على قلة نسبتهم مقارنة بدعاة الانفصال وتكراره عشرات المرات إن لم نقل مئات المرات وكأنه واقع الجنوبيين حتى النائب الأول لرئيس الجمهورية سلفا الذي قال علناً رأيه الشخصي أو الرسمي انه سيصوت للانفصال يصر تلفزيون السودان أن يردد عبارته الوحيدة التي قال فيها انه مع الوحدة. (هذا لا يعني أني مع الانفصال لكنه أصبح واقعاً يجب الاعتراف به ودرء مخا?ره حتى يكون تفريق بإحسان).

وبعد ذلك يأتي بأشخاص عاديين يبثون خواطرهم - رغم قلة عددهم وقلة حيلتهم ويكرر هذه الفلاشات في انتشاء وكأنه قام بدوره خير قيام. هذا وقت لا تنفع فيه (الطبطبة) ولكنه وقت جراحة قاسية وقول ينفع. القيام بدور الصحاف لا يرد عن العراق العلوج.

ماذا لو جمع التلفزيون في حلقة واحدة بين الدكتور الطيب زين العابدين كأكبر متشائم وواضع التحاليل السياسية القاسية والمخيفة وهو من هو في الشجاعة وقوة الرأي واسحق أحمد فضل الله كأكبر متفائل والذي يصور الحكومة وكأنها تعلم كل شيء وتضع لكل مشكلة حلها في الوقت المناسب. حلقة مثل هذه ستعيد للتلفزيون (رجولته) واحترامه في عيون مشاهديه وستصبح حديث الناس وسيلقى فيه صاحب كل فكرة نفسه وسيخرج بنتيجة طيبة مهما كان مدير الحوار.

يبدو أن السياسة جرثومة تجري في دم كل سوداني كالملاريا في الجزيرة ما تجد لحظة ضعف في الجسم الا وتتملك صاحبها، ادعوا لي بالشفاء.

إحقاقاً للحق أن الملاريا قد تمت محاصرتها تمامًا وتكاد تختفي حتى لنضيع جهد وزارة الصحة في ولاية الجزيرة.

الانتباهة 12 اكتوبر 2010 م

ليست هناك تعليقات: