الجمعة، 1 أكتوبر 2010
ديوان الزكاة ولاية الجزيرة
هل دخلت السجن؟ لماذا أسوار السجون دائماً عالية؟ هل كل من بالسجن مجرم يستحق السجن؟ ألا توجد بدائل؟ حتى القانون ينص على بدائل (أو بالعقوبتين معاً). هل الفقر من الأسباب المؤدية للسجن أحياناً؟ ( قلت من الأسباب ولم أقل السبب لأن الأغنياء في بلادي يُسجنون ولهم سجن خاص خمسة نجوم؟). هل شعرت بطعم الحرية بعد خروجك من السجن؟ (شخصياً أجيب بنعم وكان ذلك في سبعينيات القرن الماضي يوم أدخلتنا ثورة مايو كوبر بالجملة وكنا نغني كل صباح (أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باقي) لكن ما كنا نحسب انه سيبقى 16 سنة. الذين لم يعيشوا التجربة عليهم أن يتخيلوا ملابس السجن وأكل السجن وغلظة السجانين وانتظار الأهل؟ في منتصف رمضان الماضي تلقيت دعوة كريمة من ديوان الزكاة بولاية الجزيرة بحاضرتها ود مدني لحضور مناسبة نبيلة هي إطلاق سراح 320 سجيناً مشكلتهم مادية قام ديوان الزكاة بالدفع ليصبحوا أحراراً وأعضاء فاعلين في المجتمع، لم أقف على حالاتهم الفردية ولكن في الغالب قد تكون ديونًا أو إعسارًا او نفقات أو ديات المهم مشكلات يمكن أن تحل بالدفع بنص القانون. خيراً فعل ديوان الزكاة بإعادتهم لأسرهم وذويهم تستقبلهم الزغاريد. غير أن خاطرة خطرة لي قبل وصول مكان الاحتفال الإدارة العامة للسجون ماذا لو وسعت مثل هذه الحالات بأن تنشر إعلاناً ( في الحبس سجين نظير مبلغ 10 آلاف جنيه ـ مثلاً ـ هل من محسن يتبرع لفك أسره وتطرح الأمر للجمهور.. بعد ذلك تكون هناك آلية قضائية بأن المحسن فلان، في السجلات فقط ـ دفع نيابة عن السجين فلان بالإيصال رقم كذا مبلغ كذا أمام القاضي وأطلق سراحه. كل ذلك بالتنسيق مع الإدارة الاجتماعية بالسجن حتى لا يفك المجرمون بأموال المحسنين). نعود لاحتفالنا. بعد عدة أسئلة داخل مدني عرفت أين السجن؟ (ألم اقل لكم إن مدني غريبة علينا) سجن قديم متهتك أحسب أنه لم تطُله يد الصيانة منذ خروج المستعمر. قلت أحسب حتى لا يقول لي ضابط سجن لقد قمنا بتجييره بعشرين صفيحة جير سنة كذا؟ في باحة السجن عدد من السيارات الفارهة ـ ولنا معها وقفة بعد قليل ـ وصيوان كبير امتلأ بالضيوف والمساجين بزيهم الذي بلون الغبار.( قطعًا لوزارة الداخلية في ذلك حكمة). توالى المتحدثون من كبار مسئولي الولاية المستشار ووالي بالانابة والوزيرة و ديوان الزكاة وضابط السجن( أليس هذا أجمل هروب من الأسماء والألقاب؟) وكان المستشار مرحًا جداً وبعربي جوبا سأل عن أين ذهب المساجين الثلاثة؟ حيث الأوراق التي بيده تقول إطلاق سراح 320 وأطلق سراح 317؟ كل هؤلاء المساجين اطلقوا نظير 100000 جنيه (مائة ألف جنيه) المبلغ ـ في رأيي ـ بسيط جداً ومعظم السيارات التي في ساحة الحفل بأكثر من هذا المبلغ. يشكر ديوان الزكاة على هذا العمل الجليل الذي أفرح 320 أسرة ولكن مادام الأمر كذلك وفي الامر سعة تمنيت لو كان المبلغ أكثر من ذلك والعدد أكبر من ذلك. فاكهة الحفل: سجين أنشد بصوت جميل شعرًا ـ كدت أقول ليس فيه كلمتان معربتان إعرابًا صحيحًا- ولكني وجدت له العذر حين رأيت الأغلال تكبل قدميه ويرفعها بيده ليستطيع المشي. تقبل الله منكم يا ديوان الزكاة مدني.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق