السبت، 30 أكتوبر 2010

اقتصادنا من يديره؟

السؤال الذي طرأ لي هل للوقت قيمة حقيقية في حياتنا؟ تنظر وترى الاستثمار جله (قلت جله ولم اقل كله) مطاعم وماء وثلاجات فواكه وأشياء ليس للشعب فيها كثير حاجة، بل هي اهتمامات طبقة صغيرة، طبعًا هذا الصغر منسوب الى عددها وليس دخلها ــ وتحت ذريعة حرية الاقتصاد أو الاقتصاد الحر، ضاعت كل موارد البلاد في هذه الكماليات. من يصدق دولة بهذا الفقر البائن على وجوه أهلها، تستورد سيارات بقرابة المليار دولار في السنة (للدقة 958 مليون دولار في سنة 2009 م) لا ينتابني أدنى شك أن أكبر مشتر لهذه السيارات هو الحكومة المترهلة التي صارت كالأسطورة 78 وزير في المركز وعشرات في كل ولاية وهاك يا امتيازات.. لو صُرف جزء من هذا على الزراعة او الصناعة لكان العائد أكبر.ثم ثانياً: هل هناك مراجعة لهذه الاستثمارات؟ وهل هناك خطة واضحة وبرنامج لاحتياجات البلاد.. وقبل ذلك الاستثمارات القديمة ألا تحتاج إلى مراجعة عقودات؟ مثلاً منطقة الخرطوم بحري الصناعية كم من مصانعها يعمل وما مصير المتعطل منها؟ وما سبب تعطيلها؟ المعلوم للمراقب العادي من أمثالنا إما أن خلافًا بين الشركاء أوقف المصنع أو أن آلات المصنع صارت خارج الوقت قديمة وغير مواكبة ـ وإنتاجها لا يكفي طاقتها.مثال آخر منطقة الباقير الصناعية كم من مصانعها يعمل الآن؟ وهذه الأحواش التي صارت مرتعاً للصوص وصناع الممنوعات أليست هي حق عام أُعطي لمواطن ليصير النفع أكبر كتشغيل عمالة وإنتاج سلع ينافس بعضها بعضًا؟ وأين ما حُمت حول العاصمة أو في العواصم تجد أطلالاً وبقية من بئر معطلة وقصر مشيد يقول لسان حالها (هنا كانت صناعة.في رأيي المتواضع واجب وزارة الصناعة أولاً جرد ما على الأرض من مساحات محجوزة بلا فائدة تذكر وإحلالها بأخرى حديثة إما للمستثمر القديم - إن استطاع- وإلا لمستثمر جديد وتحت شروط واضحة وبفترة زمنية محددة. ومراجعة هذه العقودات هي واجب الولايات قبل ان تبحث عن أماكن جديدة فلتحيي موات هذه الأطلال.. (عفوا الست أم كلثوم فهذه أطلال أخرى:(يَـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى ... كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَىاِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ.... وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى)في زمن ليس بعيد علمت أن معتمد الكاملين السابق كلف أجهزته الإدارية كلاً في تخصصه بإجراء مسح كامل لمصانع الباقير مجازًا والأصدق أن نقول هذه الأطلال.. قام بمسح ترتب عليه نزع بعض منها قانونياً وانقطع علمي أو توقف النزع احدهما لا ادري. من يكمل المشوار؟ان نترك كل شيء للزمن يعالجه هذه نظرية قديمة لا يعمل بها الا البدو حيث للوقت متسع كبير في حياتهم. نحن في زمن الوقت فيه مدخل اقتصادي هام. الانتباهة 17 اكتوبر 2010

ليست هناك تعليقات: