الخميس، 14 أكتوبر 2010

9081696

لا تستغربوا هذا العنوان فإنه رقم إيصال مخالفة مرورية.سأحكي قصته كاملة لأريكم كيف يهان الإنسان السوداني في دولته مهانة قد لا يلاقيها عرب 48 في إسرائيل (حددت عرب 48 حتى لا تشمل هذه الشهادة سكان غزة المحاصرين. كان الله في عونهم).

أبوية الدولة وصلت إلى مرحلة لا تحتمل حتى صار الإنسان يرى الدولة تتدخل في معظم شؤونه، قلت معظم ولم اقل كل حتى لا يقول لي قائل إن الدولة والحمد لله لا تدخل معنا غرف نومنا.

بالله كيف يُطلب من المواطن تصريح مرور داخل بلده لا بل داخل ولايته (لأكون أمينًا لا يسأل راكبو المركبات الخاصة ولكن الويل لمن ليس له وسيلة مواصلات خاصة أو أجبره ظرف ما على ركوب مركبة عامة). يبدو هذا من أسباب إصرار كل سوداني على اقتناء مركبة خاصة حتى لا يكون مع العامة التي تحتقرها أجهزة الدولة.

بالأمس تحركنا في حافلتين من قريتنا (اللعوتة) لأداء واجب العزاء في قرية شرق مدني، في كل الدنيا هذا أمر عادي أناس في مركبة لا يحتاج الأمر إلى إذن من الدولة، ولكن في سودان دولة شرطة المرور يحتاج مثل هذا الأمر تصريح مرور. وقفنا عند أول نقطة مرور على الطريق نطلب تصريحاً مشكورين لم يخالفونا وقالوا ستجدونه في طريقكم وقفنا في مرور الكاملين نطلب تصريحًا لنمر في ولايتنا، قال ضابط الكاملين هذا من شأن المرور السريع وتجدونه في أبوعشر. في سيارة المرور السريع كان هناك مساعد ضابط وشرطي محترم طلبنا تصريحًا قالوا: الضابط الذي معه التصاريح غير موجود وعليه ادفعوا مخالفات مرورية وتوكلوا على الله.

قلت: يا أخي ما هي المخالفة المرورية التي ارتكبناها؟

قال: عدم وجود تصريح مرور؟

قلت: التقصير ليس مني ولكن غياب ضابطك هو السبب.. ثم لماذا لا يخول سلطة التصريح لغيره أو يكون له نائب أو بديل.

وبما أن هناك 60 شخصًا ينتظرون في الحافلات كان لا مفر من دفع فلوس لشرطة المرور المسؤولة عن سلامة الركاب وليس جمع المال بشتى الطرق.. ودفعنا برقم الإيصال أعلاه.. (يشكر الشرطي فقد تعاطف معنا كثيرًا لمعرفة سابقة بيننا). أما مساعد الضابط (الصول) فاتهمنا بالجهل وطلب التحدث مع السائقين ويده لم تغادر دفتر الإيصالات الملون أبداً في إشارة ادفعوا حسنة غصب. ودفعنا ودخل هذا المال المغصوب إلى وزارة الداخلية المنوط بها أن تحمي أموالنا وأرواحنا (مخير الله، مقتبسة من فرقة تيراب أرجو أن تقرأ بصوت المبدع ذاكر).

الإيصال بورق ملون لن يدخل وزارة المالية إلى يوم القيامة.. سيدي وزير المالية هذا الإيصال ليس اورنيك 15 والكل يعرف ذلك إلا أنت الذي قلت في مؤتمرك الصحفي الأخير إن المخالفات المرورية تحصل بأورنيك 15

هل يعلم السيد وزير المالية كم يدفع المواطنون الضعفاء بهذا الورق الملون في السنة؟ إنهم يدفعون على أقل تقدير 36 مليار جنيه. أي دولة هذه وأي مال سائب هذا؟

حسبنا الله ونعم الوكيل!.

الانتباهة 11 اكتوبر 2010

ليست هناك تعليقات: