الجمعة، 1 أكتوبر 2010

إنما خبر (طريق بارا أم درمان)

(كمن مات يوم القيامة)، هذا التعبير قرأته لأول مرة يوم تُوفي الشاعر محمد محمد علي في نفس اليوم الذي تُوفي فيه جمال عبد الناصر (يا ربي توفي ام سُمم اليومين ديل رواية هيكل حركت الكثيرين ويا بخت المحاميين)، نعود.. خبر وفاة شاعرنا ضاع في ما أحدثه موت جمال عبد الناصر من حراك (شمار في مرقة) يومها قرأت لمن؟ لا أذكر ولكن قال العبارة أعلاها كمن مات يوم القيامة. اليوم إليكم هذا الخبر (تم الخميس 23 سبتمبر 2010 التوقيع على اتفاقية عقد مشروع طريق «أم درمان - بارا» بتكلفة تصل لـ (232) مليون دولار بقرض تفصيلي من بنك التصدير والاستيراد الصيني، وشروط تمويل مقدم بـ (15%) وبتكلفة تمويل (3%)، وأن يكون السداد في (20) عاماً تتضمّن فترة سماح (5) سنوات، على أن تكون فترة التنفيذ (3) سنوات، وذلك لربط مدينة «أم درمان - ببارا» بطول (341) كلم. وقال علي محمود وزير المالية عقب التوقيع، إنّ تنفيذ الطريق يأتي ضمن إنفاذ البرنامج الانتخابي، وأكّد أنّ الخطوة تدعم الاستقرار والإنتاج بغرب السودان وتسهل نقل منتجات المنطقة إلى الخارج، مُشيداً بجهود الصين في دعم المشروعات التنموية. وقال المهندس عبد الوهاب عثمان وزير الطرق والجسور، إنّ الطريق سيربط كردفان ودارفور وتشاد بميناء بورتسودان، ويُوفِّر مسافة (200) كلم، ولفت معتصم ميرغني والي شمال كردفان إلى أهمية الطريق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مُبيناً أنّه يختصر الطريق الى ميناء بورتسودان بنسبة (50%) ويخفف الحركة على طريق بورتسودان). بالله خبر مثل هذا ألا توافقوني أنه ضاع في زحمة الوحدة الجاذبة والانفصال الما جاذب ومحادثات نيويورك، كموت شاعرنا محمد محمد علي مع عبد الناصر رحمهما الله جميعاً بما فيهم الوحدة كمان. مثل هذا الخبر الذي يؤثر على ملايين المواطنين وأجزم أن كثيراً منهم متعطش إليه وسائل عنه من سنوات واليوم يوم أصبح الحلم حقيقة يمر كمر السحاب؟ رغم أنني لم أرّ كردفان ولكني أعرف حاجة أهلها لمثل هذا الطريق، وأكاد أرى بعيون زرقاء اليمامة ما سيحدثه من عمران وتحول في هذه المنطقة، و"اليتيم ما بوصوه على البكاء". وأهل ولاية الجزيرة هم أعرف الناس بفائدة الطرق وهم أجوعهم إليها ولكنهم صابرون ويريدون الخير للجميع، لذا فرحت مع أهل شمال كردفان بتوقيع عقد هذا الطريق فرحاً غير محدود. ورغم رائحة الربا التي في العقد والتي أُشير إليها (بتكلفة تمويل 3%) إلا أني عنها متقاضٍ، معزياً ذلك لفتوى سابقة عُرضت على المجلس الوطني في حالة مشابهة بهذه. اللهم أتمم طريق بارا أم درمان بخير وأفرح أهلنا في شمال كردفان. والدعوات موصولة لوزارة الطرق والجسور في تمددها في كل الجهات.

التيار سبتمبر 2010

ليست هناك تعليقات: