الثلاثاء, 03 أيلول/سبتمبر 2013
والشيء
بالشيء يُذكر كنا طلاباً في المرحلة الثانوية في زمن لا تلفزيون فيه،
وداخلية المدرسة الثانوية بها راديو عام واحد فقط وبعض من أجهزة راديو
خاصة. كنا ننام مبكرين بمقاييس هذا الزمان. في ليلة من ليالي عام 1970م
تقريباً وفي منتصف الليل أو بعده جاء مدير المدرسة ود المجذوب رحمه الله
للداخلية وأيقظ كل طلاب الداخلية لينقل لهم خبراً قال فيه إن الفلسطينيين
قتلوا الملك حسين وذهب إلى منزله، ودار نقاش طويل وتحليل لما وراء الخبر.
أصبحنا الصباح ووجد الخبر ليس صحيحاً وهو من نسج خيال المدير، وسألناه
لماذا فعل ذلك. قال: كل يوم تأكلوا وتنوموا حركوا أنفسكم بنقاش.
تذكرت هذه الواقعة يوم حضرت ندوة بطيبة برس نظمتها جماعة «إعلام للجميع» يوم الأحد بعنوان «تكنولوجيا البناء بالجالوص» المتحدث الرئيس فيها الاستشاري المعماري الدكتور عثمان محمد الخير وعقب عليه د. محمد حسين حامد ود. الفاضل علي آدم وم. علي الزبير وأداروا نقاشاً علمياً طويلاً ومفيداً في قاعات المحاضرات. وطافوا بنا على تجارب عالمية في فرنسا وفي إيران وفي أمريكا القاسم المشترك فيها البناء بالجالوص أو التراب مرة مخلوط بجبس ومرة مخلوط بأسمنت ومرات معبأ في أنابيب ومرات مدموكاً أي مضغوطاً ومرات مرشوش بأسمنت وأخرى بالزبالة ومن نموذج لنموذج والسوق يقول لهم لم أسمع بما تقولون يا غرباء.
أعقب ذلك نقاش الإعلاميين والحضور الذي زينه شرف الدين بانقا بواقعيته المريحة التي تلخصت في أن القضية كيف تبني سكناً آمناً رخيصاً للفقراء وكل الذي قيل لا يحل المشكلة وهو سكن للأغنياء، وقال شرف أما الحديث عن البيئة والتلوث فهذا شأن أوربي وأمريكي نحن لا نشارك فيه بما يستحق العلاج.
يوم جاء دوري قلت متذكراً حادثة أستاذنا ود المجذوب أعلاها الحمد لله أن وجدنا للمحافظ نمر ما نشكره عليه أن حرك كل هذا الحراك بجملة واحدة «سنمنع البناء بالجالوص» قالها معتمد الخرطوم بعد السيول والأمطار وذهب ونام كما نام ود المجذوب، وردحت الصحف وهاج العلماء وانتفض السياسيون وراجعت البنوك والصناديق حساباتها ونمر قرر ولم ينتظر دراسةً ولا رأياً آخر ولا حتى ورشة ولا اجتماعاً مع مستشاريه. اللهم أمتني قبل أن أرى هذا النمر حاكماً على السودان.
الحديث عن البناء التقليدي أو الحديث هو شأن اقتصادي بحت لا يمكن أن يسكن الأغنياء في بيوت الجالوص ولا القطاطي لأنها باردة صيفاً، فهم سيسكنون هذه المباني الأسمنتية وقادرون على تكييفها. والفقراء لا قدرة لهم وسيبنون هذه البيوت التي على قدر ما في جيوبهم ويدخلون تحت سقفها محتملين كل سلبياتها، كل ذلك في غياب الخطط الإسكانية والاقتصادية المدروسة التي تمنع الهجرة إلى المدن لا بل الهجرة للخرطوم بعد أن أصبحت المدينة الوحيدة في السودان.
وألفت نظر الذين منعوا الكمائن على النيل وهو أمر تم بعد دراسة ألفتهم لأطنان من الطمي على ترع مشروع الجزيرة فليبحث الباحثون كيف الاستفادة منها؟؟ زراعةً أو بناءًَ.
خلاصة الأمر على المسؤولين أن يقللوا كلامهم ويضبطوا جملهم ولا يرهقوا العلماء والكتاب والإعلام بكلام غير مدروس، وجاء عفو الخاطر في لحظة سلطة زائلة. المجتمع يجب أن يكون هو الأقوى.
تذكرت هذه الواقعة يوم حضرت ندوة بطيبة برس نظمتها جماعة «إعلام للجميع» يوم الأحد بعنوان «تكنولوجيا البناء بالجالوص» المتحدث الرئيس فيها الاستشاري المعماري الدكتور عثمان محمد الخير وعقب عليه د. محمد حسين حامد ود. الفاضل علي آدم وم. علي الزبير وأداروا نقاشاً علمياً طويلاً ومفيداً في قاعات المحاضرات. وطافوا بنا على تجارب عالمية في فرنسا وفي إيران وفي أمريكا القاسم المشترك فيها البناء بالجالوص أو التراب مرة مخلوط بجبس ومرة مخلوط بأسمنت ومرات معبأ في أنابيب ومرات مدموكاً أي مضغوطاً ومرات مرشوش بأسمنت وأخرى بالزبالة ومن نموذج لنموذج والسوق يقول لهم لم أسمع بما تقولون يا غرباء.
أعقب ذلك نقاش الإعلاميين والحضور الذي زينه شرف الدين بانقا بواقعيته المريحة التي تلخصت في أن القضية كيف تبني سكناً آمناً رخيصاً للفقراء وكل الذي قيل لا يحل المشكلة وهو سكن للأغنياء، وقال شرف أما الحديث عن البيئة والتلوث فهذا شأن أوربي وأمريكي نحن لا نشارك فيه بما يستحق العلاج.
يوم جاء دوري قلت متذكراً حادثة أستاذنا ود المجذوب أعلاها الحمد لله أن وجدنا للمحافظ نمر ما نشكره عليه أن حرك كل هذا الحراك بجملة واحدة «سنمنع البناء بالجالوص» قالها معتمد الخرطوم بعد السيول والأمطار وذهب ونام كما نام ود المجذوب، وردحت الصحف وهاج العلماء وانتفض السياسيون وراجعت البنوك والصناديق حساباتها ونمر قرر ولم ينتظر دراسةً ولا رأياً آخر ولا حتى ورشة ولا اجتماعاً مع مستشاريه. اللهم أمتني قبل أن أرى هذا النمر حاكماً على السودان.
الحديث عن البناء التقليدي أو الحديث هو شأن اقتصادي بحت لا يمكن أن يسكن الأغنياء في بيوت الجالوص ولا القطاطي لأنها باردة صيفاً، فهم سيسكنون هذه المباني الأسمنتية وقادرون على تكييفها. والفقراء لا قدرة لهم وسيبنون هذه البيوت التي على قدر ما في جيوبهم ويدخلون تحت سقفها محتملين كل سلبياتها، كل ذلك في غياب الخطط الإسكانية والاقتصادية المدروسة التي تمنع الهجرة إلى المدن لا بل الهجرة للخرطوم بعد أن أصبحت المدينة الوحيدة في السودان.
وألفت نظر الذين منعوا الكمائن على النيل وهو أمر تم بعد دراسة ألفتهم لأطنان من الطمي على ترع مشروع الجزيرة فليبحث الباحثون كيف الاستفادة منها؟؟ زراعةً أو بناءًَ.
خلاصة الأمر على المسؤولين أن يقللوا كلامهم ويضبطوا جملهم ولا يرهقوا العلماء والكتاب والإعلام بكلام غير مدروس، وجاء عفو الخاطر في لحظة سلطة زائلة. المجتمع يجب أن يكون هو الأقوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق