الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

مسيرته مع سودانير

  الجمعة, 13 أيلول/سبتمبر 2013

لو قلت «رحلته مع سودانير»  كما عنوان كتابه  «ذكريات ومذكرات رحلتي مع سودانير خلال ثلاثين عاماً 1947 - 1977» لحسب القارئ أنه راكب من ركاب سودانير يريد أن يصف رحلة من رحلاتها. لكن هذه ذكريات ومذكرات من قامت سودانير على يديه. محمد الأمير الأمين هكذا كتب اسمه على غلاف كتابه، ولكننا لا نستطيع أن نكتب الأمين هكذا حاف بدون أن نسبقها بالشيخ الأمين فلم أسمعها إلا مسبوقة بالشيخ الأمين، وكان علماً من أعلام منطقتنا ومقره كترانج، حدثنا عنه الآباء رحمهم الله ورحمه كثيراً. وما ذُكرت كترانج إلا وذُكر الشيخ الأمين، وما ذكر الشيخ الأمين إلا وذُكرت كترانج. «ولولا ضيق المساحة لذكرت ما دار بين صديقين يوم كنا طلاباً في الجامعة أحدهم من كترانج والآخر من المسيد وكلٌ يفخر بقريته، وكيف كانت الضربة القاضية في تلك المساجلة لصالح أحدهم».
بعد هذه الرمية كما يقول صديقنا البوني. ندلف للسيرة الذاتية لصاحب مذكرات وذكريات مع سودانير الأستاذ محمد الأمير الشيخ الأمين من مواليد 1919م ومن خريجي كلية غردون سنة 1937م. عمل في عدة مناطق بالسودان إلى أن حل عام 1948 التحق بالخطوط الجوية السودانية وصار مديراً عاماً لسودانير سنة 1967م. والتي فارقها بكامل صحتها وعافيتها سنة 1977م.
قليلون هم الذين يدونون ذكرياتهم. هذه المفكرات التي تقدمها المؤسسات هدايا في مطلع كل عام تحتاج معها درس عصر، حيث من المفترض أن يدوِّن كل منا ما حدث في يومه في الصفحة المخصصة له «واعترف أمامكم أنا لا أفعل ذلك». الأستاذ الأمير دوَّن ذكريات جميلة وزينها بصور رائعة وبتواريخها وبأماكنها. بالله كيف يكون شعورك عندما تجد صورة طائرة بمطار الخرطوم سنة 1933م ولك أن تتخيل شكل طائرة ذلك الزمان.
ويمضي معك الأستاذ الأمير في التطور الإداري لسودانير وكيف أنها كانت جزءاً من مصلحة السكة حديد «رحمهما الله جميعاً» والترويج لركوب الجو وتعاقب الركاب وكيف يجذب الركاب ليغيروا إلى هذه الوسيلة الجديدة.
كان أبي رحمه الله يحدثنا عن كيف أنهم أول من حجوا بالطائرات في سنة 1952م وكيف وقف الأمير على خدمتهم بحكم القرابة. ربطت ذلك بفقرة من مذكرات الأستاذ الأمير التي يقول فيها «في عام 1952كانت أسعار القطن في مشروع الجزيرة عالية جداً، وبناء عليه قمت بجولة في مشروع الجزيرة من بدايته إلى نهايته للترويج لسفر الحجاج بالجو وقد وجدت حماساً لذلك مما برر استئجار طائرة داكوتا وحج جواً في ذلك العام». والذي بعده حج جواً «2000» حاج.
ويمضي الأمير في سرد طويل يزينه بالصور ويختمه بملاحق حوت ما حوت من قانون سودانير وخلافه ولكن قطعاً سيوقف القارئ خطاب السيد نصر الدين السيد وزير المواصلات في سنة 1965، وفيه أسطول سودانير على النحو التالي: طائرتان نفاثتان من طراز كوميت، «4» طائرات فوكر، هذه الست طائرات اشتريت في عامي 62،1963م «برضو تقولوا لي أكتوبر ثورة يا من ينطبق عليهم يخربون بيوتهم بأيديهم» و«7» طائرات داكوتا و«3» طائرات دوف. أي، ما مجموعه «16» طائرة. اللهم أحسن خاتمتنا.
هنيئاً لمن قرأ ذكريات هذا الأمير وليبحث من لم يقرأ أين يجد هذه المذكرات التي زيَّن غلافها صورة الأمير وطائرة تحمل شعار سودانير.

ليست هناك تعليقات: