الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

الإنقاذ تراجع ولا تتراجع

 لأحد, 15 أيلول/سبتمبر 2013

بعث إليَّ الأستاذ محمد الحاج إبراهيم الأستاذ بالمعاش رسالة طويلة يحكي فيها حكاية السلم التعليمي السوداني منذ مطلع القرن الماضي. وكل تطوراته ولفائدة القراء وما تطلبه مساحة العمود ساختصرها اختصاراً غير مخل بإذن الله وسأطلق ما بشر به نقلاً عن البروفيسور الطيب حياتي. أو قل ما يجري سراً حتى لا تعترف الإنقاذ بأنها أخطأت في السلم 8 ، 3 «القطعتو من رأسها دون مثيل له في العالم».
وها هي تتراجع عنه ولكنها لا تريد الاعتراف جهراً. من جانبنا كشعب نقول العبرة بالخواتيم. ونسأل الله إن تتنازل عما تسميه رفع الدعم عن الوقود سراً أو جهراً وكفاية مكابرة. يقول محمد الحاج:
   إذا استعرضنا السلم التعليمي عبر التاريخ في السودان لوجدنا أنه بدأ السلم رباعي  «4-4-4» عند العام 1900 واستمر كذلك حتى العام 1970م، وبناء على مؤتمر سياسات التربية والتعليم «1990-1995» اقترح السلم «8-3» ونفذ في العام «1993-1994» وهذا النظام أذاب المرحلة المتوسطة ورفع المرحلة الأولية إلى ثماني سنوات وسميت مرحلة الأساس. ومما يجدر ذكره أنه كلما حدث تغيير في السلم اتبعه تغيير وتعديل في المناهج. حقبة التعليم في ظل الاستعمار ركزت على اللغة الإنجليزية حيث جعلتها في المرحلة الثانوية اثنتي عشرة حصة في الأسبوع ولم تهمل اللغة العربية حيث كانت تسع حصص في الأسبوع. أما حقبة تطبيق السلم التعليمي «6-3-3»  في العام «1970» كان لها سلبياتها فيما يخص المناهج فقد خفضت حصص اللغة الإنجليزية واللغة العربية إلى ست حصص في الأسبوع لكل منهما وذلك بدخول اللغة الفرنسية والفلسفة وعلم الاجتماع في المنهج الأمر الذي أدى إلى تدهور المستوى في اللغة العربية واللغة الإنجليزية وتدريجياً اختفت هذه المواد الجديدة لعدم توفر المعلمين الذين يجيدونها.
  ومن عيوب هذا السلم الحالي أنه جعل شهادتنا محلية وغير مقبولة خارج السودان لأن التعليم العام عندنا أصبح أحد عشر عاماً ومعظم دول العالم مدة الدراسة في التعليم العام بها اثني عشر عاماً وكان دفاعنا بأن زدنا عدد أيام الدراسة في العام لتغطي عجز العام في السلم، ولكن ذلك لم يحدث بل المدة الدراسية المقررة في العام تأثرت بعوامل كثيرة. في مؤتمر التعليم الأخير نوقشت هذه المرحلة وتم الاتفاق على إضافة العام المفقود إلى التعليم العام ومن التوقعات القوية في ذلك المؤتمر هي أن تضاف إلى المرحلة الثانوية ليصبح السلم «8-4» فجاء رأي ينادي بإضافتها لمرحلة الأساس رغم الشكوى المتكررة عن مرحلة الأساس لا سيما في عدم تجانس أعمار الدارسين.
«ما زال الحديث لمحمد الحاج» قبل يومين زرت البروفيسور الطيب حياتي مدير المركز القومي للمناهج  والبحث التربوي في مكتبه بوزارة التربية والتعليم، وسألته عن آخر الأخبار عن هذا العام الإضافي الذي حير الكل فذكر أنه أُضيف لمرحلة الأساس وهم بصدد رفع الأمر لمجلس الوزراء لإجازته ولكنه أفادني بأن مرحلة الأساس ستكون كالآتي:
6 سنوات مرحلة ابتدائية، 3 سنوات مرحلة وسطى، 3 سنوات مرحلة ثانوية.
على أن يتم الآتي:
1ـ عمل جدار يفصل المدرسة الإبتدائية من المدرسة الوسطى.
2ـ يبدأ اليوم الدراسي للمدرسة الإبتدائية الساعة السابعة والنصف صباحاً وبالنسبة للمرحلة الوسطى الساعة الثامنة صباحاً ليغادر تلاميذ المدرسة الابتدائية مبكراً.
3ـ سيكون هناك زي للمدرسة الإبتدائية وزي مختلف للمدرسة الوسطى.
4ـ سيكون هنالك امتحان في نهاية  المرحلة الإبتدائية للنقل للمدرسة الوسطى.
5ـ إدارة المدرسة موحدة مدير زائد وكيلين.
6ـ مستقبلاً ستكون كل مرحلة قائمة بذاتها ومباني منفصلة.
وفي رأئي الشخصي أرى أن هذا الوضع أفضل من إضافة العام للمرحلة الثانوية لأنها ستكون «8-4» وهذا السلم غير متوفر في كثير من الدول.
وأختم بأنه كلما حدث تعديل في السلم يصاحبه تعديل في المناهج وقد بشرنا البروفيسور حياتي بأنهم في المركز القومي يبذلون الجهد بأن تكون المناهج مشرفة لترضي طموح الدارسين وتجاري التطور العلمي المتسارع في المعرفة وبالله التوفيق.
انتهت رسالة الأستاذ محمد الحاج «بعد الاختصار غير المخل». بقي أن نقول على المركز القومي للمناهج الكثير ونعلم أن على رأسه عالِماً نسأل الله أن يعينه وأن تضع الدولة التعليم من أولوياتها وتصرف عليه كما تصرف على الأمن والدفاع. فالإنسان المتعلم تعليماً محكماً هو أمن مستقبل ودفاع مستقبل.

ليست هناك تعليقات: