الجمعة، 28 ديسمبر 2012

هملة الدرجات العلمية

 الأربعاء, 26 كانون1/ديسمبر 2012

كتبت قبل اليوم عن الألقاب العلمية مَن يمنحها؟ ومتى يمنحها؟ وما ضوابطها؟ التزييف في حياتنا في توسع والتزييف كان أشهره في الأوراق النقدية وما كنا نحسب أن الشهادات ستكون عرضة لتزييف ويوم اكتشفت الصحافة أمر الطبيب المزيف في مستشفى عطبرة قامت الدنيا ولم تقعد ولكن أكبر من ذلك يمشي اليوم على رجلين ويتناقله الناس همساً ولا بد له من يوم ينكشف فيه كالحادثة في تلك الجامعة التي حاز فيها الطبيب العمومي من الألقاب بدون سند إلى أن وصل إلى عميد الكلية وهنا تمت مراجعة شهاداته وانكشف أمره وكان ضحية ذلك مدير الجامعة نفسه وعودة الطبيب إلى مهنته بعيداً عن الدرجات العلمية غير المستحقة.
دولة الكويت منذ عشرين سنة أصدرت قانون تسجيل الدرجات العلمية، جهة واحدة فقط هي التي تسجل فيها المؤهلات العلمية وبدأوا بفك الربط والخلط بين مهنة الأطباء وحملة الدكتوراه الطبيب، طبيب وليس دكتور وكذلك الصيدلي والبيطري كل هؤلاء لا يُسمح لهم بتقديم حرف الدال أمام أسمائهم بل هم أطباء وصيادلة هذه البداية وبعد ذلك كل من يحصل على درجة ماجستير، دكتوراه، أستاذية يجب أن تسجل في تلك الجهة ويمكن الرجوع إليها في أي زمان وأي مكان منْ منحها وفي أي تخصص مُنحت وما مرجعها وما معاييرها وبعد تحقق طويل تسجَّل في سجل الجهة المعتمدة.
مناسبة كل هذا أن حالة فوضى انتابت الألقاب العلمية وكثيرون يحملون ألقابًا هم ليسوا أهلاً لها ولم تمنحهم لها مؤسسة علمية حسب الشروط والضوابط المتفق عليها وصار بعضهم يمنحها لنفسه وبالمدة وكأنها ترقية وظيفية. بل الأسوأ هناك من يملأ الدنيا والمنابر والأجهزة الإعلامية ضجيجاً وليس فوق رأسه غير شعر مضفر، ويقدم نفسه بروفسير فلان وهو لا يحمل فوق البكالريوس ولا طظ «بالمناسبة طظ  في اللغة التركية تعني ملح» وكل ما انكشفت كذبته وطولب بالشهادات ولّى هارباً ولم يعُد.
غير أن الجديد في الأمر في مقال للبروفسير عبد العزيز الأمين في صحيفة «الإنتباهة» يوم السبت 22/12/2012 الذي يتحدث فيه عن تعديلات قانون التعليم العالي ورد في المقال هذه النقطة التي تدعم ما ذهبنا إليه كتب: إضافة إلى أن الألقاب العلمية في عدد من تلك الجامعات لا تُمنح وفق المعايير العالمية ولا حتى تلك المعمول بها في الجامعات السودانية العريقة» دعونا نبارك لصحيفة «الإنتباهة» هؤلاء الكتاب الجدد من جامعة الخرطوم  عبد العزيز الأمين وعثمان البدري فهذه أقلام محترمة تستحق الاحتفاء.
بعد اتصال هاتفي بالبروفسير عبد العزيز الأمين وبعد نقاش في هذا الموضوع ذكر أن أمر البكالريوس الآن محوسب تمامًا كل طالب بكالريوس له رقم جامعي محدد متى ما دخلت على الحاسب عرفت أين درس هذا وماذا درس وكل التفاصيل ولن يكون هناك بكالريوس هامل بعد اليوم وتمنى أن يحدث ذلك لطلاب الدراسات العليا قريباً.
  على وزارة التعليم العالي أن تضبط الأمر اليوم قبل غد وترصد كل الدرجات العلمية حتى نوقف هذا العبث وننزل الناس منازلهم العلمية دون تهريج.

ليست هناك تعليقات: