الجمعة، 28 ديسمبر 2012

اختراق قرار التعليم العالي

 الثلاثاء, 25 كانون1/ديسمبر 2012

فرحتي وفرحة الكثيرين بقرار وزير التعليم العالي بمنع حفلات التخرج خارج الجامعات كانت فرحة كبيرة وآتت أُكلها وأثمرت ولم يتضايق منها إلا منظمو ومتعهدو هذه الحفلات الذين همّهم الأكبر العائد المادي وهم في ذلك بارعون كل يوم يأتون بجديد يزيد تكاليف هذه الحفلات إلى أن بلغت مرحلة أن يُزف الخريجون بسيارات لموزين للنادي وتتقدمهم ويويويو وأنها صارت عبئًا ماديًا ثقيلاً على الأسر إلا أن الأخلاقي الذي يتم فيها هو ما دفعنا للكتابة عنها عدة مرات. وتضرر منها سفهاء الطلاب أيضاً كيف ذلك؟ صاحب العقل يميِّز.
  من الأخبار غير السارة أنه في يوم الأربعاء 19/12/2012 م أقامت الدفعة «15» من طلاب طب جامعة الزعيم الأزهري حفل تخرج خارج أسوار الجامعة وللدقة في أرض المعارض ببري! انتهاك صريح لقرار وزير التعليم العالي وهنا عدة أسئلة كيف تم الاختراق؟ من أين جاءوا بالإذن أو تصريح عمل مثل هذا الحفل الممنوع قانوناً والإذن يجب أن يخرج من الجامعة بل من شؤون الطلاب بالجامعة، ثم للجهات الأمنية أين الخلل ومن يتابعه؟
ليس أسوأ من القرارات غير المدروسة إلا القرارات الهاملة أي التي ليس لها من يتابعها ونربأ بوزير التعليم العالي الذي أصدر قراره الذي وجد ارتياحاً من كل من يعرف ماذا يجري في حفلات التخرج وكيف تتم حفلات التخرج وماذا وراء كواليس حفلات التخرج؟ نربأ به أن يترك قراره هكذا قرار وخلاص ويُذبح القرار في أقل من شهرين أمام أعين الجميع، هذا وموسم التخرج من الجامعات الحقيقي لم يبدأ بعد.
أتمنى أن تتابع الجهات المسؤولة عن القرار في وزارة التعليم العالي مع الجهات الأمنية كيف قام هذا الحفل ومن أي جهة جاءت الموافقة؟ وماذا تم فيه؟ وهل شارك فيه أساتذة من الجامعة؟ ولماذا شاركوا؟ وهل وصلهم قرار وزير التعليم العالي ووقّعوا عليه بالعلم؟؟؟ ما لم يحدث هذا فعلى القرار السلام ولسان حال الطلاب السفهاء يقول: «بلو واشرب مويتو».
وبالمقابل كنا ننتظر من ولاية الخرطوم أن تصدر قرارًا بمنع حفلات رياض الأطفال وكتبنا عنه كثيرًا، هذه الرياض التي تمارس عادة حفل التخرج تمارس عدة أدوار ابتزازية ولا أخلاقية وتعلم الصغار الكذب وتُحدث إزعاجاً وتجمع مالاً بغير وجه حق وتضخم من التعليم قبل المدرسي تضخيماً لا معنى تربوي له هذا إن لم نقل تضخُّم الوهم وتعلم الصغار الكذب «هو نحنا كذب الكبار مطلِّع روحنا ومكرِّهنا كمان تعلموه من هم صغار».
إلى والي الخرطوم وإلى وزير تربية الخرطوم وإلى معتمدي الخرطوم منكم الخير يسري في الولايات وكذلك الشر أوقفوا هذه العادة السيئة المستحدَثة المبتزَّة للأسر والتي لا يسندها أي هدف تربوي، مشكورين.

ليست هناك تعليقات: