الخميس، 13 ديسمبر 2012

أتعلمون هذا؟

 نشر يوم الاربعاء 12 -12-12
 
ما كنت أحسب ان ما اريد ان اورده بعد قليل غائب عن أحد، ولكن ذكرت ذلك لطلابي ضمن موضوع تربوي ورأيت الاستغراب على وجوههم كبير وسألتهم أول مرة تعرفوا هذه الحقيقة؟ وكانت الاجابة نعم. وقلت إن كان هذا حال طلاب الدراسات العليا كيف سيكون وقع الخبر على غيرهم او من هم اقل منهم درجة علمية ويحسبون أنهم مهمومون بالشأن العام ؟
في حديثنا عن المناهج وأهدافها ذكرنا ان هذه الاهداف تتحكم فيها عدة عوامل ومن بينها السياسة او الفكر السياسي للواقف على وضع المنهج وقلت أننا جلسنا للشهادة السودانية سنة 1971 وهذه هي الشهادة السودانية الوحيدة او السنة الوحيدة التي لم تكن مادة التربية الاسلامية ضمن مواد الشهادة السودانية ولم تدرس في تلك السنة وكانت مادة اختيارية وكان مدرس التربية الاسلامية المغفور له بإذن الله الاستاذ البشير محمد علي البشير يقول لنا بصوته الندي: السنة دي السيد ماحي الدين قال ما في دين؟ في اشارة لوزير التربية والتعليم آنذاك المرحوم محي الدين صابر الذي كان ضمن تشكيلة حكومة مايو الاولى والتي كان قوامها الشيوعيين والقوميين العرب ولفيف من اليسار الذي اراد ان يبعد الدين عن حياة الامة متأسياً بمركز الفكرة في الاتحاد السوفيتي. ومن ضمن ما فعلوا ان حولوا الجامعة الاسلامية الى كلية الدراسات العربية والاسلامية أي ان الاسلام لا يستحق جامعةً. ولكني قرات بعد زمن طويل ان السيد محي الدين صابر ما كان مؤيداً لهذه الخطوات ولكنه أجبر عليها بضغط من الشيوعيين. أراد الشيوعيون ان يفرضوا فكرهم  عبر المناهج التربوية والاعلام وكل جوانب الحياة ولم يتدرجوا في الأمر بل كانوا على عجلة من أمرهم والأمر توجيه المجتمع لا يأتي بين يوم وليلة. معلوم ان تربية الانسان من الامور العسيرة فالمجتمع الراسمالي الذي لا يعرف الا الانتاج والاستهلاك بلغ هذا الهدف ولكن عبر مجتمع مفكك الا يعرف الرحمة ولا الصدفة ولا بر والدين ولا تكافل ولا تراحم.
نعود لشهادة 1971 الخالية من الدين، أرادت مايو الاولى أو الشيوعيون الذين ارادوا النميري (طرطوراً) يمرروا أجندتهم من خلاله ولكنه كان عسكرياً، وهل ينسى الثعبان طبعه؟ ولما ضاقوا به انقلبوا عليه ولكنهم نسوا عاملاً مهما أن ليس بينهم والمجتمع رابط وابدوا نواياهم الحمراء باكراً مما افقدهم مساندة الشعب. لم يرحب الشعب بانقلاب يوليو 1971  ووجد الشعب نفسه بين نارين نار الحكم العسكري والحكم الشيوعي فرضيّ بالعسكري الذي لا يحمل عداء للدين مبرمج وان كان من عداء فهو من باب  السفاهة لا الفكر وشر أهون من شر.
اريد اليوم ليعلم القارئ أن من بين ابناء جلدتنا من فكر مرة أن يبعد الدين من الحياة ويجعل منه ثقافة يغشاها من يغشاها ويتركها من يتركها. وما دام الأمر عن المناهج واليسار كان قد أخرج آخره ( بلغة الكوتشينة) بسرعة. ما موقع الدين من الاعراب في مناهج اليوم وهل حققت هذه المناهج هدفها؟ أم الأمر برمته يحتاج تقويماً وتصحيحاً؟؟؟     
 

ليست هناك تعليقات: