بواسطة: مدير الموقع
بتاريخ : الخميس 05-05-2011 08:34 صباحا
أن يكون هدف القناة جمع المال، فذاك أمر يهمها ويهم القائمين عليها هذا إن كانت القناة قناة خاصة تعرض ما تشاء وتتكسب كيف تشاء. ومثل هذه القنوات يملأ السماء، منها ما يعرض النساء نصف عاريات ومنهن من يعرضهن أكثر من ذلك ومن القنوات ما يعرض «ذلك» نفسه.
لكن عندما تكون القناة فيها بعض رأس المال العام أي للحكومة جزء منها فإن مال الشعب يجب أن يوظف لتربية الشعب وليس لتدمير الشعب. قناة النيل الأزرق واحدة من القنوات التي يغلب على مادتها المنوعات وعندما نقول المنوعات لا يذهب ذهن القاري إلا للغناء وربما الغناء الهابط.
كل ذلك صبرنا عليه طويلاً منطقنا في ذلك أن هناك آلاف القنوات خير منها ونجد فيها ضالتنا ويجد كل عاقل ذلك. ليست القناة كلها شراً محضاً بل لتكسب بعض المشاهدين ذوي الذوق العالي وتقدم بعض البرامج الجادة السياسي منها والاجتماعي فمثلاً « حتى تكتمل الصورة» و«مراجعات» للأستاذ الطاهر حسن التوم وكان يقدم فيها برنامج «عدد خاص» للبروفسير البوني والأستاذة منى أبو زيد، كل هذه البرامج ما يحمد لها ولكن غث هذه القناة أكثر من سمينها « بمقياسي طبعاً».
ما دعاني للكتابة اليوم عن هذه القناة برنامج رأيته يقدم إدارة واحدة من المدارس الخاصة ولن أسميها حتى أزيدها شهرة . قدّم في هذا البرنامج - مدفوع القيمة إدارة المدرسة تتحدث عن المدرسة بطريقة لا يقبلها تربوي قط، ما هكذا يروّج لتعليم أجيالنا التي هي مستقبل هذه البلاد. وهذا المذيع الوجيه كيف قبل القيام بهذا الدور؟ دور السمسار وواضح أنه يقوم بدور مجبور عليه وليس من حقه أن يسأل سؤالاً ذا قيمة أو سؤالاً يحرج مشتريي البرنامج أو مشتريي المساحة الزمنية كم يقولون وهذه مبتكرات السودان «مساحة زمنية».
كيف تذهب كاميرات القناة لبيوت الطلاب وتقابل «حبوباتهم» ويروجون لمدرسة خاصة ربما لو فحصناها تربوياً لوجدناها هي والقناة ليس لهما من الأهداف غير جمع المال.
بالله أليس في هذه الدولة رجل رشيد يوقف هذا العبث التربوي، المعلوم أن الترويج التجاري للقائمين على الصحة ممنوع بالقانون ولكن هناك من يتحايل عليه بالإعلان لطبيب زائر من بلاد بره. لماذا لا يكون الترويج للتعليم ممنوع أسوة بالصحة؟؟؟؟
هل تربية الأجيال صارت سلعة تتاجر فيها المدارس الخاصة والقناة العامة؟ هل لهذه القناة مجلس إدارة يضع لها محددات ما تعرض؟
أم مجلس القناة حدد للجنرال هدفاً واحداً أن يجمع أكبر قدر من المال. أيُّها الجنرال تاجر بعيدًا عن تربية أجيالنا القادمة، فالتربية لا تقبل ما تقوم به قناتك.
وباسم تربويي بلادي، اتقوا الله في أجيالنا القادمة ولا تروِّجوا لهذه المدارس على هوى أصحابها، لا بد من مواصفات ولابد من محددات وأسس متى ما استوفتها المدرسة نشر ذلك باتفاق مع وزارة التربية هذا إن لم يكن أصاب الوزارة ما أصاب القناة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق