بواسطة: مدير الموقع
بتاريخ : الأحد 22-05-2011 08:45 صباحا
مازالت الأفواه مفتوحة من الدهشة التي أصابتها من هول مخصصات مدير سوق الأوراق المالية التي أغضب وزير المالية نشرها للشعب بل فضحها ولم يغضبه صرفها من خزانة ماليته.صراحة خَدمت صحيفة «السوداني» الخبر خدمة ممتازة خبرًا وتحليلاً ومتابعة وتصوير مستندات نباركها لها من أعماقنا.
يقول صلى الله عليه وسلم «الإثم ما حاك في الصدر وخفت أن يطلع عليه الناس». هذا تعريف الإثم، فلقد ارتكب وزير المالية إثماً لأن غضبته كانت من إطلاع الناس عليه والتي أفقدته صوابه وتصرف خارج صلاحياته وحبس زميلنا الصحفي أبو القاسم إبراهيم.
تُرى كم من الرواتب والمخصصات التي هي أقرب للنهب مسكوت عنها ولم يفتضح أمرها بعد؟ ولماذا تبقى هذه المخصصات سرًا يُغضب الوزير إذا علم الناس به؟ ثم إذا كانت هذه المخصصات المهولة 72 مليونًا بدل لبس و90 مليونًا عيدين بل وإجازة وتذاكر لأقصى ما تصل إليه الخطوط السودانية وإعفاء من الضرائب وخدمات هاتف وماء وكهرباء مجانية وهذا فقط مدير تُرى كم هي مخصصات ورواتب الوزراء؟ تُرى كم هي بدلات وامتيازات الطبقة العليا من رئيس ونائب رئيس ورئيس قضاء ووووو؟ يا عالم هل هؤلاء القوم أسوياء؟
من اليوم فصاعدًا لن يكون لنا مطلب بمحاربة الفساد فهذه كلمة هلامية يصعب تحديدها بدقة وما أراه فسادًا يراه الآخر حقًا مشروعاً وبتصديق الوزير وموافقة مجلس الإدارة، ويبدو لي أن مربط الفرس في مجالس الإدارات، إذ هي ثلة تدور على هذه المجالس بطريقة اعطني وأعطك وكلٌّ يحقق مكتسباته عبر الآخر في تناغم مدبَّر.. أذكر أنه في تقرير من تقارير شركة الأقطان «تاني شركة الأقطان ما كفاهم» كانت مخصصات مجلس الإدارة التي عُرضت على الشاشة بخلاف التي هي مكتوبة في التقرير وهي نسبة 1 % ولكن مرة من الإجمالي ومرة سكت عنها حتى يوهم المشاهد أنها 1 % من الأرباح.
تتحدث المدينة يا عثمان قبل سنوات أن رجل القوات النظامية عندما أُعفي من منصبه كانت «رضوته» مليارين من الجنيهات قلنا هذه مبالغات ولا دليل عليها، قبل فترة تحدثت المدينة عن أربعة مليارات منحت للمصرفي الكبير جدًا أيضاً قلنا هذه مبالغة. لكننا قد نصدق بعد أن رأينا صورة مستند مخصصات مدير الأوراق المالية. ثم تحدثت المدينة عن الشخصية التي تبلغ مخصصاتها 200 مليون شهرياً وكثير من هذا بدأ يظهر على السطح.
لذا الشعب لا يريد مفوضية محاربة الفساد ولا يريد تفعيل نيابة الثراء الحرام لأن من وافق له مجلس إدارته ووقع له وزير المالية لم يثر من حرام حسب النظام. «لكنه والله لو كان يعلم مال من هذا لبكى عشر مرات ورده دون أن يُدخله حسابه» كيف يهنأ هؤلاء التعساء بهذا المال وطالبات الجامعات يعشن على سندوتش طعمية واحد في اليوم من كفالة صندوق دعم الطلاب البالغة 60 جنيهًا شهرياً. يعني صاحبنا أبو 200 مليون في الشهر يصرف قدر طالبات جامعة الخرطوم كلها.
الشعب يريد كشف الرواتب والمخصصات للجميع حتى لا تلوك الألسن المدير وحده.
أريتم لماذا الفقر يسري والخدمات تتناقص والعمارات تنمو؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق