بواسطة: مدير الموقع
بتاريخ : الجمعة 27-05-2011 08:50 صباحا
أجرت إحدى الصحف لقاءاً مطولاً مع شيخ العرب الأستاذ معتصم ميرغني زاكي الدين والي شمال كردفان تناول فيه جملة من القضايا التي تهم ولايته. ومما يلاحظ أن السيد الوالي قد بدأ متفائلاً جداً بمستقبل التنمية في شمال كردفان على الرغم من أنه لم يذكر إنجازاً واحداً يدعو لكل ذلك التفاؤل؛ بل إن ما ذهب إليه الوالي لا يعدو كونه آمالاً طموحة يحقُّ له كسياسي أن يمني بها ناخبيه مع السعي لتحقيقها. وهذا ما يجعلنا نعتقد بأن هذا اللقاء قد تم قبل المعلومات التي أدلى بها وزير المالية عن طريق أم درمان ـ بارا في المجلس الوطني حتى أبكت أحد نواب الولاية. ولعلي استدل هنا بما سطره الأستاذ عادل البلالي في صحيفة أخبار اليوم حيث يقول «لأن والي شمال كردفان يده داخل الماء الساخن نسبة لإشكالات الولاية المتراكمة التي لا تحتاج لشرح من الوالي أو درس عصر! لماذا تبلغ متأخرات الولاية على المركز أكثر من «140» ملياراً من الجنيهات، هل هذه المعلومة والحقيقة غائبة عن وزارة المالية الاتحادية التي لها حق القوامة في شأن المال العام وجدولته؟! لماذا نجد بعض الولايات في حالة تخمة مفرطة من الرفاهية.. وتكابد أخريات بشق الأنفس بسبب حالة الكفاف والضنك المفروضة عليها من قبل بيروقراطية المالية الاتحادية التي تعلم سلفاًَ بأن ولاية شمال كردفان ولاية فقيرة خدمياً وتنموياً وليست لديها بنيات إستراتيجية ولا يمكن أن نطلق على المدرسة والجامعة والمستشفى ومحطة التوليد الكهربائي وسكن طلاب الجامعات اسم «المشروعات التنموية» لأن التنمية ليست في أبجديات الخدمات التي ينبغي أن يحظى بها الإنسان». فهل ما زال السيد الوالي متفائلاً بأن وزارة المالية ستفي بوعدها؟
لقد أحدثت هذه المواقف السالبة من قبل وزارة المالية حراكاً واسعاً في الولاية تمثل في إنشاء لجنة ولائية تضم عضويتها نفرًا كريماً من الشخصيات المعروفة من بينهم الفريق الطيب عبد الرحمن مختار مستشار رئيس الجمهورية، والسيد وزير المالية الأسبق سيد علي زكي وقنديل إبراهيم قنديل وهو وزير سابق والدكتور التاج فضل مدير جامعة كردفان سابقاً، والأستاذ مساعد محمد أحمد رئيس اتحاد المصارف في السودان وبعض نواب الولاية في البرلمان، وأنيط بها متابعة موضوع هذا الطريق الحيوي ليس لشمال كردفان فحسب بل لكل البلد. وكل هؤلاء يعلمون تماماً كيف تموّل المشاريع القومية الكبيرة ولذلك تجد هذه اللجنة كل التقدير وتنال ثقة الجميع في شمال كردفان لأنهم يعلمون بواطن الأمور وبإمكانهم إدارة الموضوع بكل حنكة ودراية سوف تفضي لحل يحقق طموحات الناس ويعيد ثقتهم فيما بذلته الدولة من وعود كثيرة لم يتحقق منها شيء حتى كتابة هذه الأسطر من بينها الطريق المشار إليه ومياه الأبيض والمستشفى المرجعي الذي وعد به السيد رئيس الجمهورية في زيارته الأخيرة إلى الأبيض، ونحن من هنا نطالبه بالوفاء لأهل هذه الولاية الذين ما انفكوا يبادلونه كل الود والتأييد. وعموماً، إن تكوين هذه اللجنة يجعلنا نرى ضوءاً خافتاً في نهاية النفق المظلم، كما أنه يعني أن الأمر لا يزال بيد العقلاء والصفوة ولكننا نخشى أن تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن ويزداد إحباط الجماهير المغلوبة على أمرها وعنده قد يحدث ما لا تحمد عقباه. من ناحية أخرى نحن الآن بصدد تكوين جسم يضم كل أبناء شمال كردفان في بلاد المهجر بغض النظر عن انتمائهم الحزبي أو القبلي أو الفكري حتى يكون لنا منبر واحد نستطيع من خلاله إسماع صوتنا للجهات الرسمية في الداخل ولن يكون هذا المنبر موجهاً ضد الدولة بأي حال من الأحوال كما أنه لن يكون جهوياً محضاً أو قبلياً ولا حتى سياسياً بل هو حراك مطلبي لتحقيق أهداف محددة تتمثل في مطالب أهلنا المشروعة التي يعلمها القاصي والداني في الحكومة الاتحادية والولائية والله المستعان.
أ. محمد التجاني عمر قش ـ الرياض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق