بواسطة: مدير الموقع
بتاريخ : الإثنين 02-05-2011 08:53 صباحا
يوم كنّا صغارًا كان السكر غير مربح لتاجر القطاعي لأنه محدد السعر ولكن في الشاي هامش ربح لا بأس به، لذا كان التاجر يلزمك بشراء الشاي مع السكر في عبارة شهيرة«سكر بلا شاي مافي».
اليوم البنك الزراعي وهو بنك الدولة المتخصص الوحيد بعد مغادرة البنك العقاري والبنك الصناعي الساحة لا أدري هل أقول غير مأسوف عليهما أم أقول مأسوفاً عليهما.
البنك الزراعي في مطب حقيقي إذ يريد ضمانات لتمويله فرهن الأرض غير وارد في ذهن المزارع مهما كان تحضره فالزراعة كلها مخاطر «عطشة واحدة تجيب خبر الموسم وتلحقه أمات طه» والبنك لا يستطيع أن يمول بلا ضمانات فلجأ إلى شركة تأمين صديقة وهي شركة حكومية مثلها مثله شيكان للتأمين « والله هذه الشركة تحتاج لفتح ملفات على الأقل تأمين الحجاج وتأمين الزراعة كم استلمت؟ وكم عوضت؟». ليرى القائمون على الأمر كيف يجرجر الشعب للفقر ليغنى آخرون لهم من الحوافز نصيب.
المزارعون مجهّلون هناك مستفيدون لا يتركونهم ولا يمهلونهم لقراءة العقودات ويكتفون باختصارها لهم وبعض من هؤلاء المضللين والمجهلين للمزارعين عينهم في العمولة التي يتلقونها من الشركة، ويكون الأمر أكثر إيلاماً عندما يكون هؤلاء السماسرة هم المناط بهم حفظ حقوق المزارعين والدفاع عنها. وأحياناً يوقعون نيابة عنهم بالجملة في تعدٍ واضح على الحقوق.
كثير من بنود عقود شركة التأمين لا يعرفها المزارعون ولا يسمعون بها إلا عندما يطالبون برفع الضرر عنهم وتعويضهم، هنا يظهر الفرق الواسع بمعرفة القانون بين المزارع وصائغ العقد وهذه المعركة دائماً ما يخرج منها المزارع مهزوماً والشركة تفعل كل تفسير يجنبها أن تدفع.
في لعبة «توم آند جيري» هذه تدهورت الزراعة وتراكمت الديون وربحت شيكان المليارات وخسر المزارعون الزراعة والبنك يتفرّج. ويزيد البنك الكوارث أحياناً باستيراد معدات لا تصمد موسما واحداً وبأسعار مضاعفة «الحاصدات الصينية مثالاً».
ماذا لو تبنى البنك دورًا جديداً هو توفير المدخلات في السوق مثلاً يستورد السماد بسعر مغرٍ ويزهد في الأرباح ويضع هامش ربح بسيط على قدر التكاليف الإدارية المعقولة «والمعقولة هذه مهمة جداً» ويجعل من كل الشركات في لهاث لتخفيض هامش ربحها حتى ترى للزراعة بركة تعمُّ ولا تخصُّ. ويزيد على ذلك تقاوى مضمونة وينزلها في السوق منافساً بها كل الشركات التي تتربص بالمزارعين لتملأ جيوبها أو حساباتها من أول خبطة وبعد ذلك «الزراعة والمزارعين في السما»!!.
هذا في تقديري دور البنك الحقيقي بعيدًا عن الأبوة القسرية التي نرى.
أما شيكان للتأمين الإسلامي، فنسأل الله أن لا تحرج الإسلام بممارساتها كما أحرجت الاقتصاد الإسلامي بعض البنوك. أتمنى أن تمارس من الشفافية ما يقنع الحاج والمزارع بما يدفع وأن تقلل من تمنعها عند التعويض ووضع النصوص كلها لصالحها، فكرة التأمين الإسلامي مبنية على التكافل وليس ربح الشركة.
قولة حق : في شيكان يعجبني التأمين الطبي وتأمين السيارات فهي لا تُنافس في هاتين الخدمتين.
ألست منصفاً؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق