بواسطة: مدير الموقع
بتاريخ : الثلاثاء 24-05-2011 08:29 صباحا
بعض من أنواع المديح لا أحبُّها وخصوصاً الموغلة في الدارجة. ولا اعتبر المديح عبادة وقد يندرج في باب التسلية مثله مثل الغناء قبيحه قبيح وحلوه حلو. وأزيد قد تكون له منافع كما للخمر منافع ولكن شرّه أكثر من خيره وما حجة المبررين له إلا من باب «خير من غيره». ومثل هذه التبرير تبرير كسالى لم يبحثوا عن بديل يملأون به أوقات فراغ العامة التي لا تعرف للوقت قيمة. «عفواً البروفسير القرشي كلما رأيتك في التلفزيون عدت بالذاكرة لما كتبه الدكتور عبد اللطيف سعيد عنكم قبل سنوات وقلت: لماذا يعطينا هذا العالِم من علمه المديح فقط؟»
بعد هذه المقدمة:
صار المديح مهنة للتكسُّب وقد اشتهر المداحون في سابق العصر بالتجوال الذي هو أشبه بالتسوُّل ولكن حياء المجتمع يكسبه بعضاً من شرعية وسكت عليه المجتمع كثيراً. غير أن تكسباً من نوع آخر ظهر إلى العلن مع سهولة الإعلام بالفضائيات وإذاعات الإف إم، قد يكون قصد القائمين عليها طيباً ولكنها بمرور الزمن خرجت من أيديهم أو أصلاً هذا مقصدهم والله أعلم بالنوايا.
قنوات أسماؤها مثل أسماء الشياطين، فارور، جاعور، كارور، وكل ما على وزن فاعول. ما خطتها؟ ماذا تريد أن تقول؟ ما رسالتها ؟ ومن وراءها؟ كلها أسئلة تحتاج إلى إجابات.
نتحرك قليلاً لنقف على المادة المقدمة.
تقدم مادحاً ما اشتهر بورع ولا بقلة دين وإن حق لبشر أن يقيِّم تدين بشر آخر لما وجد له من الحسنات إلا اسمه ولأجلسه لامتحان ملاحق في التربية الإسلامية.
نذهب أبعد من ذلك ونقول لمن يمدح؟ «أترفع أن أسأل من يمدح؟» هل يمدح للشباب الذين غنى لهم بالأمس؟ فهؤلاء لا يرون في مديحه إلا أغنية أخرى في الأصل لا تهمهم كلمات هذه ولا تلك.
ما وقع مديح مادح حكمت عليه محكمة بالجلد لأنه وجد مخموراً وسبب إزعاجاً عاماً وشهد العقوبة طائفة من المسلمين. كل الذي تغيّر أن ظهر في كارور بالجلابية ويدندن بكلمات سميت مديحاً. أو ما وقع مديح مغنية اشتهرت بالغناء وقد أذهب وأقول الغناء غير المحترم. ولتظهر كمادحة لم تفضفض فستانا ولم تضع خمارًا فقط لفّت مسبحة على يدها وانخرطت مديحاً بعيون مغمضة.
إلى أهل الرأي «هذا هروب من حصر أهل الرأي في أهل الحل والعقد إذ معظمهم مشغول ببناء دنياه هذه الأيام» أهل الرأي في بلادي مطلوب منهم الوقوف على ما يجري في هذه البلاد من موسخات إعلامية مقلدة لهيافات وبلاءات عبرت إلينا من الفضاء الخارجي. غير أننا تهايفت بعض من قنواتنا باسم الدين وتجرأت بعض منها بأن صادرت بغير دليل أن شعب السودان أكثر الشعوب صلاةً على الرسول. ما مرجعها؟ ومن أين لها هذه النتيجة؟ أم كل من خطرت له خاطرة سجلها بما يملك من إعلام ضرره قد يكون أكثر من نفعه على المدى الطويل.
عفوًا القاريء العزيز إن لم تجد إمتاعاً تبحث عنه فالقضية أكبر من المتعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق