الاثنين، 17 أكتوبر 2016

قرار رئاسي مجمد!

 27-09-2016
هل في القصر الجمهوري مُجَمِّدات (فريزرات) تُحفظ فيها بعض القرارات؟ بحثت في موقع مجلس الوزراء لأعرف عدد هذه القرارات المجمدة ولم يسعفني الموقع، غير أن قراراً صدر من رئيس الجمهورية بطباعة ألف كتاب للأطفال، مائة كتاب كل سنة. هو موضوع مقال اليوم يعني خلال عشر سنوات من تاريخه لو نفذ هذا القرار ولم يوضع في فريزرات القصر أو وزارة التربية والتعليم لا أدري في أيها جمد القرار، لكانت مكتبات أطفالنا الآن تنافس دولاً كثيرة.
ومما جاء في ذلك القراء تحفيز الكتاب الفائزين الذين يتم اختيار ما كتبوا وفق منافسة تربوية يقوم عليها علماء التربية ولارتباط قديم جاء في القرار أن الفائزين سيكرمون في العيد الماسي لبخت الرضا. ولم يقم عيد بخت الرضا الماسي لماذا؟ مش عارف!.
هؤلاء الكتاب الذين دخلوا المنافسة وتم اختيار كتبهم مازالوا محتارين كيف تخطرهم وزارة التربية والتعليم بفوز كتبهم (وينتهي العزاء بمراسم الدفن كما في أدبيات أنصار السنة). ومنذ أن أُعلن هؤلاء الكتاب، وجلهم من المعلمين المحترمين كبار السن والتجربة، وهم ينتظرون طباعة كتبهم وتحفيزهم والوزارة لم تفعل لا هذا ولا ذاك.
الأستاذ الجليل محمد عثمان ساتي ابن مدني ورمز من رموز ثقافتها كان مبادراً قبل قرار الرئيس وكتب مكتبة طفل غنية جداً اسمها (عمكم ساتي يحكي لكم) اجتهد فيها اجتهاداً شديداً وطبع منها كميات كبيرة ولم يكتب الله لتربوي شراءها ولا نشرها وهي الآن حبيسة مخزنه أو صالونه.
بعد إعلان قرار رئيس الجمهورية لمنافسة الكتابة للأطفال كان نصيب الأستاذ ساتي من المائة كتاب 13 كتاباً وُعِد بطباعتها وتحفيزه وتكريمه. ولكن كما كثير من الأمور في بلادي يكون المقصود هو الإعلام والتصوير و"طق الحنك" في الهواء الطلق أما التنفيذ فالرهان على سوء ذاكرة الشعب السوداني كبير (يا أخي بكرة ينسوا حد فاضي يطبع كتب، يا أخي الكتاب المدرسي ما قادرين نطبعه نطبع كتب ثقافة؟).. الله يرضى عليكم ورونا فاضين لي شنو؟!
ما دعا لكتابة هذا المقال هو أن بعض منظمات المجتمع المدني ومجالس أمناء المدارس بدأت مشاريع المكتبات المدرسية تساعدهم بعض الشركات كمسؤولية اجتماعية ويا له من باب للمسؤولية المجتمعية كبير.
دعونا نخرج من الخاص للعام.. كيف يتخذ الرئيس قراره؟ بعد دراسة ومشورة وزرائه ومستشاريه أم هي خواطر تأتي من وحي المكان والمناسبة وبعد ذلك تنزل للتنفيذ؟ طبعاً بكل أدب أستبعد أن الرئيس يقول كلاماً لا يدري أبعاده ولا يهمه أن ينفذ أو لا. فهذا لا يليق بمن هم أقل من الرئيس ناهيك عن رئيس جمهورية.
هل هناك (سيستم) توضع فيه القرارت الرئاسية مثل قرار طباعة الكتب هذا حتى يُعرف في أي لحظة أين وقف؟ وما سبب الإيقاف؟ طبعاً قرارات التعيين تنفذ فوراً وربما قبل أن تصدر!.
توعية مرورية:
إلى سائقي المركبات الكبيرة والأمجادات والركشات في الطرق مزدوجة المسارات رجاء الزموا المسار الأيمن واتركوا الأيسر للسيارات الصغيرة.

ليست هناك تعليقات: