الاثنين، 17 أكتوبر 2016

الدلالة والكرين!

 06-10-2016
سبحان الله سوق السيارات المستعملة في السودان له مسميات شعبية لا يصدقها الواقع، مثلاً سوق السيارات المستعملة في الخرطوم اسمه الدلالة. ومعلوم أن الدلالة هي مزاد مفتوح تعرض السلعة ويتبارى المشترون في سعرها كل يزيد على الآخر إلى أن يسكت الجميع ويعتبر السعر الأخير هو الأعلى وعليه يتم البيع. والدلال هو من يتولى إعلان السعر وهي فن بيع له محترفون يعرفون متى يرفعون أصواتهم ومتى يخفضونها ومتى يضغطون الحروف وللضغط مدلوله (أرررربععة وستين ألف) مثلاً.
أما سوق السيارات المستعملة في الخرطوم بحري اسمه (الكرين) وللاسم ارتباط بالمكان حيث كانت تنزل السيارات والبضائع الثقيلة (بكرين) السكة حديد في هذا المكان. وأصبح اسم السوق الكرين. أي الرافعة بالعربي.
سوق الخرطوم بحري مهذب ومقسم إلى حارات وأماكن محترمة مظللة وبها مكاتب واستراحات غير أن الأسعار والسماسرة يشوهون هذا السوق الجميل.
بعد كل هذه التعاريف والمقدمات. تعالوا لنرَ كيف تباع السيارات المستعملة في الخرطوم. هذا السوق تجول كثيراً في ساحات الخرطوم من الإنقاذ إلى السوق المركزي إلى الصرف الصحي وهو الآن سوق عشوائي منتشر على جانبي شارع إفريقيا جنوب السوق المركزي مسبباً الضيق لكل سكان تلك المناطق وخصوصاً أيام العطلات.
نأتي للمشروع الفاشل، قام عبقري زمانه، لا أدري من هو، بتشييد سوق للسيارات شرق سوبا اللعوتة جنوب مستشفى سوبا الجامعي. وهو عبارة عن مسارات مخططة وكرفانات لتستعمل مكاتب. أجبروا تجار السيارات المستعملة إجباراً ليتحولوا لهذا السوق جاءوا ووجدوه بلا كهرباء ومكاتب لا تساوي معشار مكاتبهم المكيفة التي حاولوا إبعادهم منها. لم يمكث التجار في هذا السوق أسبوعاً واحداً وعادوا أدراجهم وتركوه كفؤاد أم موسى.
السؤال من يحاسب من أهدر هذه الأموال العامة؟ بل من يحاسب أصحاب المشاريع الفاشلة؟ هل بني هذا السوق على دراسة؟ من أجرى هذه الدراسة؟ وهل هناك من يحاسبه؟ لماذا فشل سوق السيارات المستعملة الذي بسوبا؟ هذا السؤال نهديه لمجلس تشريعي ولاية الخرطوم لتفتح هذا الملف.
نيابة عن كل سكان حي الأزهري شمال السكة حديد أرفع الأمر لسلطات الولاية (لتنقذنهم) من هذا الوضع المزعج ومثل ما عولج عنف الجامعات بالشرطة وتلاه عنف المستشفيات بالشرطة هذا السوق يعالج بالشرطة واذا ما استمر علاج المشاكل بالشرطة سيحتاج الشعب السوداني إلى 15 مليون شرطي ليحلوا مشاكله .
لماذا لا يبحثون عن مسببات المشاكل بدلاً من الزج بالشرطة في كل أمر؟
إذا ما تركنا صاحب كل مشروع فاشل حراً طليقاً بلا سؤال ولا محاسبة سيضاعف عدد المشاريع الفاشلة ويتعلم كل مسؤول الحلاقة في رؤوس اليتامى. وهل هناك يتيم مثل الشعب السوداني؟!
توعية مرورية:
إلى سائقي المركبات الكبيرة والأمجادات والركشات في الطرق مزدوجة المسارات رجاء الزموا المسار الأيمن واتركوا الأيسر للسيارات الصغيرة.

ليست هناك تعليقات: