السبت، 15 أكتوبر 2016

فضيلة الصمت

 23-09-2016
من أخص صفات المؤمن: الصمت وحفظ اللسان، ولعل الكلام أوسع نشاط يقوم به الإنسان، عَنْ مُعَاذٍ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:(ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ, وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ(؟
فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: (حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ رَجُلًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا, قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ, وَقَالَتْ بِيَدِهَا: هَكَذَا, كَأَنَّهَا تَعْنِي قَصِيرَةً, فَقَالَ: لَقَدْ مَزَجْتِ بِكَلِمَةٍ لَوْ مَزَجْتِ بِهَا مَاءَ الْبَحْرِ لَمُزِجَ(.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا, يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ).
واللسان يزل، وقد تكون كلمة قاضية على مصير الإنسان: فالكلام -أيها الإخوة- نشاط واسع جداً في حياة الإنسان، والكلام خاضع لمنهج الله، فرُب كلمة ارتقيت بها إلى أعلى عليين، ورب كلمة هويت بها على أسفل سافلين.
ما تعريف الصمت؟.
قال بعض العلماء: الصمت إمساك عن قول باطل دون الحق، لأن الذي لا يتكلم بالحق شيطان.
ينبغي أن تنطق بالحق وتصمت عن الباطل، إنك إن ذكرت الباطل أشرت إليه، وإن ذكرت الباطل وروجته، وأغريت الناس به, فالباطل ينبغي أن تكف عنه.
لكن العلماء فرقوا بين السكوت والصمت؛ السكوت شيء، والصمت شيء آخر، فالسكوت ترك الكلام مع القدرة عليه، فالسكوت فضيلة، إذاً: السكوت هو ترك التكلم مع القدرة عليه، بينما الصمت سكوت مطلق.
الآن من التعاريف الدقيقة لحفظ اللسان: حفظ اللسان أن يصون المرء لسانه عن الكذب، والغيبة، والنميمة، وقول الزور، وغير ذلك مما نهى عنه الشرع الحكيم.
لا يدخل الجنة قتات.
القتات هو الذي يتحدث بما قاله الناس عن رجل ينقله إليه، فيحدِث شرخًا كبيرًا في العلاقات الاجتماعية، معظم المسلمين ولست مبالغاً في معظم لقاءاتهم وسهراتهم يتحدثون عن بعضهم بعضاً غيبة ونميمة، والغيبة أشد من الزنا كما قال عليه الصلاة والسلام، والنميمة تمنع النمام من دخول الجنة.
لا يدخل الجنة نمام.
والنمام هو القتات, الوعيد على معاصي اللسان يصل إلى النار، فحفظ اللسان أن يصون المرء لسانه عن الكذب، المؤمن لا يكذب ولا يخون.
فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ:( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا, فَيَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا).
(قذف محصنة يهدم عمل مائة سنة)
الإمام الغزالي يقول: إن خطر اللسان عظيم، ولا نجاة من خطره إلا بالصمت.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَال:(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ صَمَتَ نَجَا).
مستحيل أن تندم على الصمت كما تندم على النطق، الندم على الصمت أهون بكثير من أن تندم على النطق، الإنسان إذا تكلم كلمة سجلت عليه، سنكتب ما قالوا ...
شروط الكلام الحسن:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال:(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ) وقد قال عليه الصلاة والسلام: (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس).
منقول من موقع النابلسي بتصرف

ليست هناك تعليقات: