الأحد، 16 أكتوبر 2016

المصريون يسخرون منا

 24-09-2016
ما من بلدين متجاورين إلا بينهما من غيرة أو تنافس أو عداء، تبدأ الظاهرة من الدوائر الصغيرة ممثلة في القرى وقد توجد على نطاق أوسع كالأقاليم، وقد تكبر إلى أن تبلغ الدول وربما القارات.
غير أن العلاقة بين مصر والسودان تجاوزت كل المعقول على الصعيدين الشعبي والرسمي، فمصر الرسمية لم تنظر للسودان يوما كندٍ لها. السودان في نظر مصر ليس قطراً كامل المقومات والسيادة ولا يجب أن تعامله كما تعامل باقي جيرانها، مازال في مؤخرة عقل إعلام مصر الاستخفاف بالسودان والسودانيين، مرد ذلك شراكة في الحكم مع بريطانيا كمستعمر، وتسمية فاروق ملك مصر والسودان.
لا نريد أن نبحر في التاريخ والحضارات القديمة التي تدعي مصر أنها رائدة الحضارات، وكل الاستكشافات الأثرية الأخيرة ترد تلك الحضارة للسودان هذا الإعلام الرسمي المصري له أثر كبير على عامة الشعب، فكثير من المصريين يعتبرون ما يقال ويكتب في إعلامهم هو حقائق لا يأتيها الباطل من بين يديها وكثيرا ما صور لهم إعلامهم السوداني (طيب) ولا يعرف إلا حراسة العمارات.
لم نبادلهم الاستخفاف ولا المؤامرات التي أحاكوها ضد السودانيين في سوق العمل الخليجي، وتركنا الزمن يكشف باطلهم ويحق الحق واليوم السوداني بعد سنين طويلة يعتلي المرتبة الأولى في كثير من دول الخليج لما له من صفات أولها الصدق والتواضع (الحديث عن الأغلبية وليس الآحاد والمفندرين الذين لا يخلو منهم مجتمع).
وبالمقابل ضعف رسمي منذ زمن بعيد لم تقارع وتنادد حكومة سودانية حكومة مصرية، إلا حكومة عبد الله خليل، عندما هددت بالحرب من اجل حلايب. فيما عدى ذلك كثير من الحديث الدبلوماسي حتى بلغ الأناشيد الوطنية حيث يقول تاج السر الحسن ويغني الكابلي: (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة).
كل هذه المقدمة لردود الأفعال المصرية من قرار منع استيراد الفواكه والخضروات والأسماك المصرية، وهو قرار اتخذته عدة دول أمريكا والسعودية وأخريات. لم يسخر المصريون في مواقع التواصل الاجتماعي إلا من السودانيين ولسان حالهم: وأنت كمان؟ كأنما أرادوا أن يقولوا أنتم المتخلفين ايه يعني فواكه مسقية بماء الصرف الصحي؟.
في رأيي هذه فرصة لمراجعة كل العلاقة مع مصر وهذا التعالي الرسمي والشعبي يجب أن يكون له ما يوقفه. أولا ليس منع استيراد هذه المهددات الصحية والتي جاءت في قرار بارد خاتمته عبارة: (إلى حين ....).
لماذا نستورد فراولة أصلا هل هي شيء مهم ولماذا لا نزرعها إذا كانت مهمة؟ وقف استيراد كل المأكولات من مصر ويتبع ذلك كل المواد البلاستيكية واللعب وخلافه من سلع لا تؤثر كثيرا أن وجدت في الأسواق أم لا، إما لتفاهتها أو البدائل السودانية.
الخروج من الكوميسا التي ربحت منها مصر ولم يربح منها السودان ما يعادل خسائره الاقتصادية هو أجمل رد على سخرية سفهاء مصر من السودانيين.

ليست هناك تعليقات: