الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

الإشاعة والخي

18-09-2016
في زمان مضى كانوا يقولون إن انتشار الإشاعات يتناسب طردياً مع أهمية الخبر. والإشاعة من مسبباتها الغموض. كل هذا لا أظنه يدرَّس اليوم في كليات الإعلام حيث أدوات اليوم غير أدوات الأمس.
تنطلق الإشاعة أو الخبر في الأسافير بأسرع من الحرائق في غابات أمريكا وتبدأ من موقع من مواقع التواصل الاجتماعي وبعد دقائق تكون قد وصل أو وصلت إلى ملايين الناس وفي مواقع مختلفة، الواتساب أو الفيسبوك أو التويتر وهلم جرا.
غير أن السؤال: هل هناك إشاعات مقصودة ومدروسة ولها أهداف محسوبة بدقة أم الأمر كله شمارات وتزجية أوقات الفراغ في زمن قلت قيمة الوقت عند كثير من الناس ومعلوم مع قلة قيمة الوقت يقل الإنتاج.
الأمر لم يعد بهذه البساطة يطلق من هب ودب ما يروق له أو ينسج من خياله ويفلت الخبر من يده وهيهات أن يلحق به بعد انطلاقه. هناك عدة طرق لاكتشاف المصدر وقوانين تحكم ما ينشر وتجرِّم المجرمين وتوقع عليهم العقوبة. وهيئة الاتصالات بالمرصاد مع شركاتها.
كل هذا مقدمة لنقول تخطئ الأنظمة التي تسيطر على الإعلام وتكمم الأفواه فهذه ثبت عبر التاريخ أنه أفشل الطرق حتى الرئيس تيتو الذي ما كان يسمح إلا براديو الموجة الواحدة حتى لا يعلم شعبه ما يدور خارج أسوار قطره لم يسعفه ولم يديمه تعتيمه على شعبه مدى الحياة.
الخيار أو البديل للسيطرة على الإعلام بالحجب والإغلاق والتهديد والوعيد كل هذه لها بديل هو حرية يرعاها القانون وعلى وضح النهار يكتب من يكتب وعليه الدليل أو الإدانة ولنا في صحافة الغرب أسوة (مش قادر أقول كلها حسنة) لا نريد حرية حد الإباحة وتدني الأخلاق ولا تكميم أفواه يكون بديله الإشاعات والأكاذيب.
الإعلام الآن مقيد إلى حد كبير هذا يجعل البديل الأسافير والتي لا تستطيع مراقبتها الا بالقانون لماذا لا يفتح المجال للصحافة لتصحح الواقع بشفافية كاملة والصحافة او الاعلام عموما هو بديل للديمقراطية الناقصة التي تمثلها مجالس تبصم بالعشرة على كل ما يأتي من الجهاز التنفيذي فهي مجالس معينة وليست منتخبة ولو جزئياً.
الحرية المنضبطة هي علاج الإشاعات وهي علاج معظم العلل كالفساد والمحسوبية والضعف الإداري. الذين لا يخافون الله وليس لهم وازع يردعهم قطعا سيخافون الإعلام وكاميرات المراقبة بالمناسبة كثيرون لا يخافون الله ولكنهم يخافون الكاميرات والإقلام التي تفضح فعلهم.
دعونا نلعب في ميادين مضاءة ومفتوحة للجميع يرى فيها الشعب اللاعبين الذين يتقدمونه بكل وضوح ويشجع اللعبة الحلوة ويهتف بصوتٍ عالٍ ضد اللاعب الرديء بره، بره، بره.
فكوها شوية حتى يعرف كل مقامه وقدره عند شعبه ويعرف الشعب من الذي يخدمه ومن الذي يتعايش بحكمه.

ليست هناك تعليقات: