السبت، 15 أكتوبر 2016

سجل يا تاريخ.. مجلة من قرية

19-09-2016
في اليوم الأول من نوفمبر 1945م عرف السودان صدور أول صحيفة إقليمية تصدر خارج الخرطوم وهي صحيفة (كردفان) والتي اصدرها السيد (الفاتح النور) من الأبيض، مما فتح الباب لصدور عدد من الصحف الإقليمية.
وفي الذاكرة أيضاً صحيفة (الجزيرة) التي كانت تصدر من بركات من إدارة مشروع الجزيرة. ولم يسجل التاريخ صحفاً إقليمية انتشرت أو استمرت كما هو الحال في صحيفة كردفان.
بعد انتشار التقانة وسهولة الطباعة ظهرت صحف إقليمية محلية باسم بعض المدن أو القرى وأشهرها صحيفة (المسعودية) التي صمدت طويلاً بفضل من الله وجهد القائمين عليها. وأحسب أنها أول منتدى ورقي قبل ظهور المنتديات على الانترنت التي ما تركت قرية او مدينة إلا وجعلت لأهلها منتدىً غير أن كل هذه جاءت عليها مواقع التواصل الواتساب والفيس بوك ورمتها من الجولة الأولى بالضربة القاضية.
إذاً هناك حلله من المركز القابض قبضة المغناطيس لبرادة الحديد بدأها الأستاذ الفاتح النور قبل سبعين سنة (بالمناسبة الفاتح النور هو عم الكاتب والناشر لصحيفة إيلاف الاقتصادية د. خالد التجاني. ابن الوز عوام).
في ظل مركزية الخرطوم التي تشبه المغناطيس والتي بها الآن فوق الثلاثين صحيفة يومية ولا توجد إلا صحف قليلة تصدر من الأقاليم يقرأها في بعض الأحيان موظفوها فقط لا داعي للأمثلة (توضيح الواضح عبث).
كل هذه المقدمة الطويلة لماذا؟
بين يدي حدث جديد على الأرياف والأقاليم (مجلة مركز كترانج الثقافي) في الجزيرة عندما يراد إنشاء صرح تعليمي أو ثقافي أو صحي يتبرع المزارعون بجوالات الذرة أو الفول أو القمح على كل مزارع مما ينتجه جُعل ليسهم في تأسيس أو بناء المرفق.
كل إناء بما فيه ينضح. كترانج العلم عندما أرادت تأسيس مركز ثقافي جعلت مدخلها إلى مواطنيها مجلة، مجلة عدييل كده وليس صحيفة . وغلافها يذكر بمجلة (الدوحة) في سبعينات القرن الماضي جمال تصميم بأيدي محترفين وموضوعات متنوعة تنوع أهل كترانج من أعلى عائلة الشيخ الأمين عبد الرحمن وأولاده بروفسير عز الدين الأمين كضيف للعدد الخاص تحت عنوان عز الدين الأمين عميد النقد الأدبي في السودان ومحمد الأمير الأمين في لقاء تحت عنوان قائد نهضة سودانير ومحمد أحمد الأمين الذي عمل في الحكم المحلي في السودان وبعدها مستشاراً في سلطنة عُمان وله بعد الله الفضل في كثير من الخدمات التي أوصلت كترانج الى ما هي فيه الآن.
أن تفكر قرية، مهما كانت عراقتها، في مركز ثقافي هذه مرحلة رقي ما بعدها وكأني بهم كما يقول السائقون (قاموا بنمرة أربعة).
قيام مجلة بهذا المستوى من الاتقان والإخراج وتنوع المواضيع منها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ودور المغتربين او العاملين بالخارج يستحق الشكر من رئيس تحريرها الأستاذ عبد الملك الطاهر المهل وكل أسرة تحريرها ومن عاونهم من المختصين.
العدد عدد خاص ويباع بأسعار إكرامية لتساعد في بناء المركز الذي سيفتتح قريباً بعد ان انهالت عليه تبرعات مواطني كترانج بالداخل والخارج.
سؤال كسؤال الظافر الأخير لضيوفه. هل ستستمر هذه المجلة وإلى متى؟

ليست هناك تعليقات: