01-09-2016
|
صباح الأحد الماضي وفي السيارة وإف إم 100 تقدم أبو عركي البخيت يغني (عن حبيبتي بحكي ليكم حكاية) كنت شديد الطرب لأبي عركي منذ كنت شاباً وعلى أيام (بخاف أسأل عليك الناس) في سبعينات القرن الماضي ولكني صباح ذاك الأحد لم أطرب لأبي عركي وملأت عيني الدموع التي لم تنقطع لحظة وأنا أتذكر في تلك اللحظات صديقي وصديق كل من عرفه الأخ المغفور له بإذن الله سعد الدين إبراهيم (والآن الدموع تنزل أثناء هذه الكتابة)، اللهم ارحم عبدك سعد الدين وبارك في ذريته. كيف انقلبت (عن حبيبتي بقولكم) والتي كنت عندما أسمعها أكون شديد الانبساط وأحياناً أتصل على سعد لنسمعها معه عبر الهاتف. ولكنها يوم الأحد كانت مصدر الدموع وتجديد الحزن على سعد الدين. العزيز سعد قل أن تجده مكشراً، تجده مبتسماً دائماً، مبتسماً وهو يمشي على رجليه في حر الخرطوم اللافح، مبتسم وهو على مكتبه ويحيط به الصحاب من مختلف الأعمار و(الاتجاهات). يوم وفاته عج صيوان العزاء بألوان الطيف العاصمي الوسط الفني والشعراء والسياسيين والصحفيين كلهم كانوا هناك وكلهم يبكي كالطفل ومنْ يعرف سعد ولا يحزن على فراقه. بعد الوفاة كتب الكثيرون يرثون سعداً ويعددون مناقب سعد الدين لم أكتب كلمة في ذلك الأسبوع وقلت ماذا أقول كلهم لم يقصروا ولم يتركوا ما نقوله في سعد الدين رحمه الله. لا تخرج من مجلس سعد الدين إلا وأنت مستفيد شعراً ادباً طرفة قصة مشهور وما أكثر قصص المشاهير عند سعد الدين وربما حكمة. له نظرية اسمها (الذاكرة الحاقدة)، ويشرح هذه الذاكرة الحاقدة بأن أصحابها لا يذكرون إلا أخطاء العظماء أو الكبار يترك كل العطاء ويتمسك وينشر هفوة واحدة مثال ذلك الشيخ حسن طنون الداعية الحلفاوي المشهور (بالنسبة لجيلنا) وأفضاله وجلائل أعماله في منطقته وكيف حفظ له الناس أنه كان داعية مجتهداً حتى قال فيه الحلفاوي (امسك عندك حسن طنون نبي عموم السودان من إندنا) هذا القامة لا يذكر له صاحب الذاكرة الحاقدة إلا قولته في طلعت فريد. ولسعد الدين عدة أمثلة للذاكرة الحاقدة يصعب سردها على صفحات الصحف وخصوصاً الصيحة. أعود إلى (عن حبيبتي بقولكم) هل سيلازمني هذا الحزن كلما استمعت لأغاني سعد أو صوته؟ هذا أنا فكيف سيغنيها أبو عركي وقطعاً له أضعاف الذكريات مع سعد الدين والأغنية هذه. اللهم أرحم عبدك سعد الدين إبراهيم رحمة واسعة لا نقول بقدر ما قدم كما يقول بعضهم (المساكين) محجرين واسعاً فرحمة الله واسعة لا يعقل تحجيمها بالقدر المحدود الذي قدمه المتوفى مهما كان عطاؤه في أي مجال كان. |
الأحد، 11 سبتمبر 2016
عن سعد الدين بقولكم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق