05-09-2016
|
الصراع بين والي الجزيرة ومجلسها التشريعي يستحق الوقوف طويلاً. وإذا صلحت النوايا الأمر في غاية اليسر، مجلس يتحدث بالقانون ويطالب بتطبيقه والوالي يريد تنمية سريعة لا تقيدها القوانين ولا إعلانات العطاءات التي تنتهي بالمدير غير مقيد بقبول أي عطاء آخر. إذا كان من الناس من يحسب أن هذا أمراً خطيراً ويستحق العلاج فوالذي لا إله إلا هو ما يجري في المرور السريع في ولاية الجزيرة أكبر وأهم من هذا وهذا ما لا يراه الذين يعتبرون أنفسهم قادة الولاية. القصة أن إدارة المرور السريع بولاية الجزيرة نفضت الغبار عن قرار قديم يأمر اللواري والدفارات والبصات والشاحنات بالمرور عبر الطريق الشرقي لنهر النيل ويمنعها من استعمال الطريق القديم الخرطوم مدني لضيقه وتخفيفاً للحركة عليه. لا أدرى من اتخذ القرار؟ اتخذه هكذا أم بعد دراسة لأحوال المنطقة وإحصاء لما يجري على الطريق القديم. فشل القرار منذ عدة سنوات، ولكن فتح الله على قلب مدير المرور السريع لتطبيق هذا القرار. تبدأ المعاناة سكان المنطقة الغربية من الباقير إلى الحصاحيصا (قبل الكبري حسب هذا القرار ممنوعون من السير على الطريق الغربي، تخيل لورياً من ألتي أو المسيد أو اللعوتة يحمل طوباً او علفاً ويريد الذهاب إلى الخرطوم يقال له اذهب بالطريق الشرقي كيف الله أعلم أو ادفع غرامة 100 جنيه . ذهب أصحاب اللواري يثبتون مكان سكنهم واستخرجوا تصاريح من المرور السريع الباقير بعد تحديد نشاطهم وخط سيرهم كحل لمشكلة استمرت هذه التصاريح وحمدوا الله عليها رغم قساوة الأمر. تأتي أوامر أخرى من مدير المرور السريع بولاية الجزيرة تلغي كل هذه التصاريح ويؤمر حاملوها لتسليمها للنقاط طبعاً بعد دفع غرامة 100 جنيه. وعليهم استخراج التصاريح من مدني، ذهبوا لمدني وأثبتوا مكان سكنهم وعملهم وأيضاً قيل لهم عليكم المرور بالطريق الشرقي بالله لو قال ليهم في كل مشوار المرور يريد منكم 100 جنيه ما كان أحسن. هذه التصاريح مصدر إزعاج ومشاكل في كل يوم وفي عشرات النقاط المنتشرة على طريق الخرطوم مدني وصراع بين الشرطة والسائقين لا أدري إلى أين ينتهي. (الغريب الطريق في زحمته أي القرار لم يخدم الغرض المعلن) والشاحنات تمر بتصريح أو بغيره. لا أريد أن أتفلسف وأقول إن الدستور يكفل للمواطن حرية الحركة في كل أرجاء السودان ولا أريد أن أتفلسف وأقول لا يحق لرئيس المرور السريع في مدني فرض حظر التجول. ولكن أريد أن أقول ما يدور في حلقات الإنتاج الدنيا لا يبشر بخير لذا لا تسألوا عن مضاعفة الإنتاج ولا محاربة الفقر واسألوا عن محاربة الكسب الشريف. لا حل لهذه المشكلة إلا نقل مدير المرور السريع لمكان آخر يتناسب معه. |
الأحد، 11 سبتمبر 2016
المرور السريع والاستفزاز المرير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق