الأحد، 11 سبتمبر 2016

من شق على أمة محمد (ص)

 26-08-2016
عن عائشة رضي الله عنها قالت سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ». - رواه مسلم
الشرح
قال المؤلف الحافظ النووي في "رياض الصالحين" في باب أمر ولاة الأمور بالرفق واللين، ورعاية مصالح من استرعاهم الله عليهم. قال في سياق الأحاديث ما نقله عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي هذا يقول: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه)).
وهذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم على من تولى أمور المسلمين الخاصة والعامة؛ حتى الإنسان يتولى أمر بيته، وحتى مدير المدرسة يتولى أمر المدرسة، وحتى المدرس يتولى أمر الفصل، وحتى الإمام يتولى أمر المسجد.
ولهذا قال: (( من ولي من أمر أمتي شيئاً)) . و((شيئاً)) نكرة في سياق الشرط، وقد ذكر علماء الأصول أن النكرة في سياق الشرط تفيد العموم؛ أي شيء يكون، ((فرفق بهم فارفق به)) ، ولكن ما معنى الرفق؟
قد يظن بعض الناس أن معنى الرفق أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الأمر كذلك؛ بل الرفق أن تسير بالناس حسن أمر الله ورسوله، ولكن تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق للناس، ولا تشق عليهم في شئ ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن شققت عليهم في شئ ليس عليه أمر الله ورسوله؛ فإنك تدخل في الطرف الثاني من الحديث؛ وهو الدعاء أن الله يشقق عليك والعياذ بالله.
يشق عليه إما بآفات في بدنه أو في قلبه أو في صدره أو في أهله أو في غير ذلك؛ لأن الحديث مطلق ((فاشقق عليه)) بأي شئ يكون، وربما لا تظهر للناس المشقة، وقد يكون في قلبه نار تلظى والناس لا يعلمون، لكن نحن نعلم أنه إذا شق على الأمة بما لم ينزل به الله سلطاناً؛ فإنه مستحق لهذه الدعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المصدر: موقع محمد بن صالح العثيمين
أسأل الله أن يقرأ هذا الحديث ولاة أمرنا من كبيرهم إلى صغيرهم وأن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا. والذي يخشى محاسبة المجلس الوطني ومحاسبة معارضيه كيف ينسى ويغفل من محاسبة جبار السموات والأرض العالم بكل خردلة وكل سر وعلانية؟
أن يقرأوه قراءة من يؤمن بيوم الحساب من يؤمن باليوم الآخر والذي يعلم علم اليقين أن كل صغيرة وكبيرة مسجلة في سجل لا يقبل الاستئناف سجل عند من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فما بالك بما هو أكبر من ذلك أي ما يعلمه الناس ولو وشخص واحد.
اللهم لا تجعلنا من الغافلين
 

ليست هناك تعليقات: