الأحد، 11 سبتمبر 2016

لمة (كُبار)

 03-09-2016
كان يوماً فريداً يوم الأحد 28/8/2016 م بالنسبة لهم يوم اجتمعت شلة من (كبار) المعلمين، كبداية مشتركة لهم، فهم خريجو معهد المعلمين العالي وكلية التربية، وهما اسمان لمؤسسة واحدة، كان اسمها معهد تدريب المعلمين العالي، HTTI منذ إنشائه في 1960 إلى 1973 والتي أصبح بعدها كلية التربية جامعة الخرطوم.
فذلكة تاريخية صغيرة: كان المقبول للمعهد يعطى وظيفة ويتلقى راتبها طوال سنين الدراسة الأربع بعلاوات وامتيازات الوظيفة كاملةً، لذا كانت المنافسة لدخول معهد المعلمين عالية جداً ويختار له الحاصلين على أعلى الدرجات مع الرغبة. ولهذين السببين كان تفرد المعلمين الأوائل.
سمعت في ذلك اليوم من يقول: (هو في زول في أم درمان الوكت داك عندو قروش قدر طلبة معهد المعلمين العالي؟). أعود لمكان اللمة ومناسبتها، اللمة كانت في منزل الأخ عمر السني في الأزهري، مناسبتها الاحتفاء بالدكتور السر حمزة، الذي يعيش في أمريكا منذ 1985 م والتقى الأحبة هناك وكانوا كبارا في أعمارهم ومواقعهم، ذكرت أن البداية لكل منهم معلم ثانوي ولكنهم في ذلك اليوم جاءوا سفراء وولاة سابقون وتجار وعلماء وخبراء تعليم ومعلمون مميزون وشاعران (حسب علمي) إصراري على (كبار) يأتي من فرحتي بأني كنت أصغرهم سناً ولقد كان هناك من تخرج في ستينيات القرن الماضي، ما شاء الله، وتدرجوا في سنوات التخرج.
كان اللقاء مريحا للنفوس وكلهم يحمل ذكريات الشباب ويتذاكرون أسماء من كانوا معهم ويترحمون على من مات ويسألون الله الشفاء للمرضى، غير أن الذي خرجت به من زمن عضده هذا اللقاء هذه المهنة مهنة التدريس تبارك العمر وتحفظ الجسم، وقارنوا فيمن حولكم حال المدرسين ومن في عمرهم.
نعود للمحتفى به وأريد أن أهرب لسنين الدراسة دون إذن منه. كان الطلاب الأدبيون كثيري الاعتزاز بالتخصص في اللغة الإنجليزية والفرنسية، وتجد من اختار واحدة من هاتين المادتين أو كلاهما رافعا رأسه، ومن يختار التاريخ أو الجغرافيا يعتبرونه زول بتاع بهجة ومش عايز يتعب، أخونا السر حمزة كان قد اختار اللغة العربية والتاريخ ولكنه في الجدول الملصق على دولابه في غرفته كان مكتوبا انجليزي/ فرنساوي رامزاً للعربي بواحدة وللتاريخ بواحدة حتى يوهم زواره بأنه رجل المهام الصعبة.
وتخرج السر والتحق بمعهد اللغة العربية للناطقين بغيرها وبه عمل بالسعودية زمنا وانتدبته السعودية إلى إندونيسيا ليدرس العربية هناك وبعدها إلى أمريكا منذ 1985 وهو الآن عالم وبروفيسور يدرس في جامعات أمريكا ذات النجوم الخمس. نعود لروح السر المرحة والنفس الطيبة والابتسامة الدائمة رغم فراقي له قبل أكثر من ثلاثين عاماً وكان ذلك أول يوم التقيه بعد هذه السنين والسر هو وأخوه عبد الرحمن حمزة السفير السابق في ماليزيا، جاء وقد اختفى شعره الناعم تماما. إذا ما بدأت ذكر الأسماء سأورط فهؤلاء أكثر من ثلاثين رجلاً كيف السبيل.
اللهم احفظهم جميعاً.

ليست هناك تعليقات: