الأحد، 11 سبتمبر 2016

إشارات المرور

 17-08-2016
قبل سبع سنوات تقريباً ومعي أخ سعودي نتجول في شوارع الخرطوم يقول تفوقتم علينا في عداد الكهرباء ومؤقت إشارات المرور. وحيث كانت شاشة الثواني المتبقية لفتح الإشارة أو تلك التي توقِت لوقت الوقوف كانت جديدة في ذاك الزمن. لم أكن متشائماً لأقول له ولكنكم متى بدأتم ستفوقنا تجويداً ووفرة. ولم أقل له كثيرون سبقناهم وعلمناهم وتجاوزونا إلى العلالي وبقينا في مكاننا تخلفاً.
مؤقت إشارات المرور أكثر دقة من الألوان الثلاثة وخصوصا الأصفر الذي لا يهتم به كثير من الناس وتأتي الثواني حاسمة لكل عاقل تدله على متى يتحرك ومتى يستعد ومتى يقف. غير أن بعضهم يقتله الذكاء ولا ينتظر الثانية والثانيتين الأخيرتين وإذا ما قابله في الجانب الآخر تفتيحه يريد أن يستصغر الثانية تحدث الكارثة.
هذا العمل الجميل لماذا توقف في حيز ضيق وما عدنا نجده ينتشر على الأقل في تقاطعات شوارع مهمة جداً. وايضاً هذه ليست قضيتي اليوم مع السادة شرطة المرور.
طيب ما هي القضية؟
كثير من الإشارات المرورية لم تحدّث ومازالت تفتح في اتجاهين متعامدين فقط ومن يريد أن ينعطف شمالاً عليه ان يقف في نقطة تقاطع الطريقين المتعامدين وينتظر فرصة أو يترجى المواجهين له بالأنوار أحياناً وبالبوري أحياناً وهذا ليس في شارع البلدية تقاطع شارع القصر، على سبيل المثال، ولكن شوارع كثيرة وهي من مسببات الحوادث والتشاجر أحيانا وأحيانا ألفاظ غير مقبولة.
ما الذي يمنع أن تزود كل الإشارات القديمة التي تفتح في اتجاهين فقط بإضافة الإشارة التي تعطي فرصة لمن يريد أن يتجه بزاوية 90 درجة جهة اليسار (مش اليسار بتاع ياسر عرمان) ويحدد زمنها حسب الكثافة المرورية التي يفترض أن تكون معروفة بعد الرصد الذي يخضع للدراسات ودفاتر الحوادث.
أنا أقدم هذه المقترحات الخجولة في زمن تخلصت فيه كثير من البلدان من إشارات المرور واستعاضت عنها بالأنفاق والكباري والمنعطفات كل ذلك لأن الثانية لها قيمة هناك. وهنا الساعة يمكن أن تضيع والناس في انتظار سياسي (رافع قزازو) ليبدأ الاحتفال أو الورشة أو الندوة ويأتي ولا يعتذر عن التأخير ويقوم خطيباً في الناس يذكرهم الفضيلة والسلوك القويم.
قبل أن نصل إلى مرحلة اللا إشارات نطالب بشدة أن ترفع شرطة المرور أمر تحديث الإشارات القديمة وتضعه في أولويات قوائم مهامها الكثيرة. والحمد لله أن الإشارات ما عادت تستورد من الخارج وهي صناعة محلية خالصة إضاءةً وبرمجةً. هذا إذا لم تخذلها الكهرباء ووقتها يتولى الأمر الجهد البشري عدة رجال مرور كل على رأس شارع ليقول له سق فيسوق.
أتمنى أن يؤخذ الأمر ولو بعد دراسة كم من المنغصات تفعلها الإشارة القديمة التي لا تعطي المنعطفين يسارا حقهم وتجعلهم يستجدون أو يتهورون وكله لا داعي له.
تجويد التخلف هو مطلبنا الآن إلى حين التطور.

ليست هناك تعليقات: