الأحد، 11 سبتمبر 2016

بخت الرضا.. ترميم الصنم

 24-08-2016
حدثني صديق في ثمانينيات القرن الماضي حديثاً رسخ في ذهني. كان يعمل في شركة أمريكية بالسعودية مشهورة جداً، قال الصديق: في هذه الشركة في بداية كل سنة لا يطلبون منهم تقارير الأداء للعام المنصرم بل يسألونهم ما هي العقبات التي واجهتكم وكيف ترون حلها. وسؤال آخر ماذا تقترح لتطوير الأداء والإنتاج.
تذكرت هذا الحديث بالأمس وأنا أقرأ مقالا للأستاذ المتميز في مهنته وعلاقاته بالآخرين الأستاذ صلاح الطيب الأمين، عنوانه: (طال غياب بخت الرضا من يقرع أجراس العودة) تخيلته يجلس في زاوية من زوايا منزله يذرف الدموع وبالقرب منه علبة مناديل تناثر المستعمل منها أكواماً وعجزت كل الأسرة عن إسكاته.
سرد صلاح تاريخ بخت الرضا منذ 1934 وكل الإعلام الذين مروا بها أو تخرجوا منها ويريد لها أن تعود وبقوة عين يدعو النائب الأول لرئيس الجمهورية، بكري حسن صالح، ليعيد بخت الرضا كما كانت.
لا حول ولا قوة إلا بالله. لا ننكر دور بخت الرضا في ذلك الزمان ولكنها ليست كعبةً ما لم يمر المعلم بها لن يصبح معلماً. وكل الجيل الأول الذي سكر ببخت الرضا ولم يصحو حتى الآن يريدها مزاراً ونقطة انطلاق لكل معلم ويتحججون بأن اختيار مستر قريفث للمكان من العبقريات التي لا يفرط فيها. وإن قصيدة الأستاذ عبد الرحمن علي طه هي السورة رقم 115.
وأغرق الأستاذ صلاح المقال بأسماء مشاهير نعتز بهم وكأنهم لن يكونوا لو لا بخت الرضا، الآن في كل جامعة عشرة أمثال أولئك الأعلام في كل المجالات ولو عقر السودان بعدهم لقلنا هذا دليل فشل بخت الرضا، ولكن ثمرة بخت الرضا ليس في بقاء جدرانها ولكن أثرها على الحياة عامة وتفريخ المعرفة كل حبة تولد سنبلة بها مائة حبة وهكذا.
هذا التكلس والبكاء على الماضي لا يقدم بلدا ولا تعليماً. إذا ما أردنا تدريب المعلمين هناك ألف وسيلة أفضل من بخت الرضا وألف طريقة جديدة ووسائل تجعل من كل قرية في السودان بخت رضا. طيب بلاش مبالغة رئاسة كل محلية إدارية ممكن أن تصبح مركز تدريب أكثر فاعلية من بخت الرضا مائة مرة لتوفر كثير من المعينات التي لم تكن موجودة على أيام بخت الرضا.
كل المطلوب خطة تدريب واضحة المعالم يقوم عليها تربويون كبار (صلاح وجماعته ليس منهم) وضع خطة مفصلة تفصيلاً دقيقاً ويدرب عليها مدربون تدريباً لا يترك صغيرة ولا كبيرة مستشرفاً المستقبل ولا يبكي على الماضي، وبعد تجويد الخطة يلزم بها في قيد زمني معلوم أن تشمل كل معلمي السودان وبدلاً من عبارات محو الأمية والاحتفال بآخر أمي ليكن الاحتفال بتدريب كل المعلمين.
سيادة النائب الأول أرجوك لا تقرع جرساً في بخت الرضا ولا غيرها ما عاد التوقيت بالجرس. فقط توجيه لوزارة التربية الاتحادية لتقوم بدورها كاملاً وسريعا في وضع خطة تدريب المعلمين وإنشاء مركز تدريب في كل محلية يكون قبلة كل التربويين.
مراكز مربوطة ببعضها البعض في كل أنحاء السودان ومجهزة تجهيزاً يليق بالعصر. بعدها نلتفت لعوامل نجاح التعليم الأخرى.
إلغاء احتفال واحد في كل محلية يمكن أن يقيم هذه المراكز.


ليست هناك تعليقات: