03-06-2016
|
تمر الأيام كالبرق وتمضي السنوات مسرعة، فنضيع في زحمة الحياة وعتمتها، ونَتِيهُ في دروب الدنيا وفتنتها، وننشغل في اقتناء الماديات وشراء الكماليات وتوفير الشكليات، فلا نعبد الله حق عبادته، ولا نعتني بأرواحنا حق عنايتها، ولا نرعى قلوبنا حق رعايتها. وفجأة، يبزغ فجر شهر رمضان الكريم، فتنفرج الوجوه وتهفو الأرواح وتسعد القلوب. لذلك، نستعرض فيما يلي بعض الخطوات التي تساعد المسلم على استقبال رمضان وأيامه، واغتنام أجره وثوابه. الخطوة الأولى: الدعاء لبلوغ رمضان أهم استعداد لرمضان هو الشوق لنفحاته الدينية، والتطلع لنسماته الروحية. لذلك، يُستحسَن للمسلم أن يسأل الله في كل وقت وحين أن يبلغه رمضان وهو في صحة وعافية. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (الَّلهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبَ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَان). فإذا دخل رمضان دعا المسلم ربه أن يُدخِله عليه وعلى الأمة الإسلامية بالأمن والأمان، وأن يوفقه لصيامه وقيامه ويجعله مغفرة لذنوبه وآثامه. الخطوة الثانية: الشكر على بلوغ رمضان إذا دخل رمضان على المسلم وهو حي يرزق، فتلك منحة كبيرة وخير وفير. فإذا وُفِّقَ العبد لصيامه وقيامه وطاعة الله فيه كما ينبغي، فتلك نعمة عظيمة وهبة كريمة تستحق الشكر والثناء، وتستوجب الاعتراف بكرم الله وفضله. لذلك، يتعين على المؤمن أن يحمد الله على مَدِّ عمره لبلوغ هذا الشهر الكريم، وشرح صدره لاغتنام هذا الفضل العظيم، وتوفيق قلبه وجسده وجميع جوارحه لأداء مختلف الطاعات والعبادات. الخطوة الثالثة: الابتهاج برمضان رمضان هو شهر الخيرات وموسم الرحمات، فيه يزداد الأجر وتضاعف الحسنات. لذلك، من الطبيعي أن يفرح المسلم لإطلالة هذا الشهر العظيم، ويبتهج لمقدم هذه المناسبة العطرة. مصداقاً لقوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ). فالمسلم الحقيقي هو الذي يفرح بطاعة الله ويبتهج بعبادته، ويسعد بفضل الله عليه أن مَدَّ في عمره وبلَّغَه هذا الشهر الكريم. الخطوة الرابعة: التخطيط لرمضان رمضان بمثابة ورشة تدريب سنوية يُقَوِّي بها المسلم إيمانه، ويعزز بها تقواه، ويتعلم منها الصبر على الطاعة، والابتعاد عن المعصية، والإقبال على الله في كل وقت وحين. لذلك ينصح المسلم بالتخطيط المسبق للاستفادة من فضائل رمضان، وتحقيق أقصى المكاسب الروحية فيه عبر برنامج يومي ينظم من خلاله مواقيت الطاعات والعبادات، الخطوة الخامسة: العلم بأحكام رمضان معرفة الأشياء خير من جهلها، والمسلم الحق هو الذي يعبد الله عن علم ومعرفة ويقين. لذلك يجب على المؤمن أن يستقبل رمضان ويستعد له بمعرفة شروطه وأحكامه وموانعه وغيرها من المسائل الفقهية المتعلقة به، حتى لا يخطئ في جنب الله وهو غافل، أو يعصيه من حيث لا يدري. فمصادر العلم في زمننا كثيرة وينابيعه في عصرنا غزيرة. وقد أوصانا الحق تعالى بالتفقه في أمور ديننا فقال: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ). الخطوة السادسة: التوبة الصادقة لأننا بشرٌ، تارةً نخطئ وتارةً نصيب! فالمسلم مهما بلغت درجات إيمانه معرض للخطأ، والمؤمن مهما وصلت درجات تقواه قابل لِلزَّلَلِ. ومن حسن حظ العباد أن الله رحيم بهم، يصفح عنهم ويغفر لهم ولا يأخذهم بأخطائهم إن اعترفوا بها وندموا عليها. لذلك، يتعين على المسلم أن يستقبل رمضان وكله عزم على ترك الآثام والسيئات، والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها كي يتوب الله عليه، ويخرج من رمضان نقياً طاهراً كيوم ولدته أمه. منقول بتصرف |
الأحد، 12 يونيو 2016
استِقبال رمضانِ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق