الأحد، 12 يونيو 2016

وداعاً الضمان الاجتماعي



وجاء يوم شكركم.
الصندوق القومي للضمان الاجتماعي منفذ رقم (1) الخرطوم المكان شارع الجمهورية.  هذا المنفذ هو مجموعة مكاتب وادارات تقدم خدمة الضمان الاجتماعي وبعضهم يسميها معاشات العمال والفرق بسيط المهم تقدم لمن أحيل للمعاش من العاملين لشيخوخته او لأسباب أخرى.
ظللت اتابع في هذا المكان معاش لأحد اقاربي وكيلاً طيلة الستة عشر سنة الماضية الى ان توفاه الله في سبتمير الماضي اللهم ارحمه واغفر له. وشهدت كل التطورات التي مر بها ومنذ ان كان الناس يقفون صفوفا ليصرفوا دراهم معدودة - في يوم كان المعاش 36 جنيهاً - ما كنت اصرفها الا كل ستة أشهر لأنها مش جايبة حق الوقفة.
وتطور المركز رويدا رويدا وكتبنا عنه سلبا وايجاباً مرات كثيرة. في الأيام الماضية كان عليَّ ان اتردد عليه عدة مرات لتحويل الضمان لمستحقيه من عائلة المتوفى.
وهنا مررت بعدة خطوات يشهد الله غاية في النظام والترتيب والحوسبة وفوقها تعامل راقي جداً من مدير المركز الأستاذ صديق محمد علي يقابل الجميع بهدوء يفتح النفس. يقضي لكل طلبه ويوجهه التوجيه المطلوب وينجز عشرات المعاملات دون ضيق ويحفظ الملفات اليدوية في ترتيب لا يأتي الا من نفس مرتبة ومخلصه اللهم بارك له في ماله وولده ووقته (وفي دعوة صغيرة سأفعلها بظهر الغيب).
وعندما يخلو مكتبه من المراجعين يقوم بجولة تفقدية للصالات الجميلة المكيفة المرتبة المنظمة حيث المنتظرين لإجراءات أو صرف أموال. شبابيك الصرف 6 أو 5 لست متأكداً تعمل منها اثنان فقط لماذا لا أدرى واحد للنساء وواحد للرجال ونسبةً لترتيب الصالة وبرودتها لا يتضايق أحد.
في هذه الأيام مررت على شاب مهمته الحوسبة او استخراج البطاقة الالكترونية، هكذا سموها، المهم هي البطاقة التي يقدمها المعاشي وبها يستخرج اذن صرفه من الحاسوب ويسلم مبلغه (لا تسألوني عن المبالغ إنها لا تكفي وجبة واحدة لأصحاب الجضوم الكبيرة) هذا الشاب المهندس واسمه محمد مصطفى كتب على مكتبه تستخرج البطاقات يومين في الأسبوع حددوهم الاثنين والخميس او الثلاثاء والخميس المهم ما كان يرد احداً حتى في غير هذين اليومين بل كان يقوم بعمل زميلة له غابت ذلك اليوم لينجز للناس أغراضهم جزاه الله ألف خير وبارك في شبابه.
رب قائل هذا واجبهم نعم ولكن إذا قام كل بواجبه لما كان حال بلادنا كما هو اليوم. أكتب اليوم لوجه الله وليس لي علاقة بهذا المركز وقد لا أزوره أبداً ولكن رأيت أن أقول للقائمين على هذا المركز جزاكم الله خيراً وبارك فيكم. لتطوره وترتيبه ونظافته وتهويته طبعا لا يخلو مكان فيه عشرات الموظفين من موظفة كبيرة السن، لا تعجب ولكن الخيرون كثيرون وهذا ما لزم.

لماذا لا نقول لمن أحسن أحسنت؟ لنقولها

ليست هناك تعليقات: