الخميس، 23 يونيو 2016

المواصفات في إجازة

 16-06-2016
قد لا يصدق أحد أن المباني التي على شارع النيل التي بناها المستعمر بها على سبيل المثال مراوح ماركة GE مازالت تعمل إلى زماننا هذا ولم يغير مفتاحها ولا جناحها ولا قلبها ولا جِلَبها.
اتطلع إلى سقف غرفة وأجد مراوح عمرها ثلاثين سنة مازالت تعمل وحنفيات، أو إذا اردت العربية، صنابير ماء قديمة صامدة على ابتلاءات الدهر.
وتلتفت إلى مراوح اليوم تجد أنها قابلة للأعطال بل في حالة استمرار دائماً تطلب الصيانة وتستبدل مفاتيحها عدة مرات في السنة. أما الصنابير واللمبات فهذه صارت مثل صحون الاستخدام مرة واحدة.
كيف تدهورت الجودة في الصناعات إلى هذا الدرك؟ هل هي ملازمة لتدهور الأخلاق التجارية. وإذا فقد التجار الضمير أليس هناك جهة مراقبة رسمية. أسمعكم تجيبون: المواصفات والمقاييس.
وقبل أن نَقَبل على المواصفات تجارنا ومن الصين بالذات التدين عندهم يحتاج مراجعة. ودليلي قصة رجل الأعمال الصيني أو صاحب المصنع الصيني الذي طلبوا منه أن يكتب عليها (صنع في اليابان) لما تتمتع به اليابان من سمعة جيدة في الصناعة وفي كل شيء (التحية لليابان كما يقول مقدمو البرامج عندما يذكر اسم شخص) التجار الذين طلبوا كتابة عبارة (صنع في اليابان) عندما جاء وقت الأكل سألوا هل فيه لحم خنزير أو لحم كلاب أو أي محرم؟ هنا اندهش الصيني وسألهم: أي دين هذا الذي يقبل الغش ويحرم اللحوم!
من يصدقني أن محبس ماء (بلف) في خزان على سطح المنزل وقطعا تعرض للشمس وما سمعنا بأن الشمس قبل ذلك تؤثر في الحديد وتجعله مثل الدقيق. مددت يدي للبلف لأقفله فإذا به كالبدرة يتحتت.
كيف اجتازت هذه الصناعات المواصفات؟ وكيف كان حال أسواقنا قبل المواصفات؟ وهل إذا لم تقف المواصفات والمقاييس عند المداخل لتجيز هذه السلع التالفة هل يمكن أن يأتي التجار بأسوأ مما بالأسواق الآن؟
وهل يكفي ختم المواصفات والمقاييس شاهداً وحيداً؟ وفي حالة وجد المواطن السلعة سيئة ولا تصمد طويلاً هل يحق له أن يشتكي؟ ومن يشتكي المستورد أم المواصفات والمقاييس؟
سبحان الله هذه الصين تصنع لكل بلد ما تريد، السلع الصينية في السعودية وأوربا ليست كالتي في أسواقنا. إذا هنا علة كبيرة وعلاجها ليس صعباً إبادة شحنة واحدة غير مطابقة للمواصفات. (بافتراض أن هناك مواصفات لكل سلعة) أقول إبادة شحنة واحدة لتاجر مستهتر يمكن أن تعدل خلل هذا السوق.
كل العلة الآن في هيئة المواصفات والمقاييس إما أن مواصفاتها متدنية أو لا توجد أو العاملون عليها وخصوصا في المنافذ يحتاجون تدريباً أكثر (بالله مش عبارة حلوة وكلمة طيبة معقول في رمضان الواحد يقول غير كده؟).
بالمناسبة هذا هدر موارد خاصة وعامة والمصائب لا تأتي فرادى.
لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

ليست هناك تعليقات: