الخميس، 23 يونيو 2016

2028 م

 20-06-2016
استغرق بي الخيال ليلة أمس بمناسبة بدء الإجازة الصيفية للمدارس هنا، تخيلت نفسي وقد نفذنا برنامج الدولة السودانية الثانية ودخلنا عصر السودان الجديد وأصبحت القرية السودانية مثل القرية الأوروبية وأجمل، كتلك التي زرنا فيها صديقتنا قرينتش في سويسرا أو كقرية هايدي في جبال الألب للذين لم يدركوا منهج سبل كسب العيش في العالم. القرية تتكون من 2000 شقة في 500 بناية يضم كل مبنى من أربعة شقق وحوش وسكان القرية 10000 مواطن. القرية ترتفع عن الأرض 6 أمتار حماية لها من السيول وبها صرف صحي ومصارف مياه وماء وكهرباء لكن الكهرباء بالطاقة الشمسية. جميع الشوارع والساحات مرصوفة ومعبدة وفي وسط القرية مجمع لكل المرافق الخدمية والترفيهية حيث المركز الصحي والمجمع الرياضي الاجتماعي وبه صالة العاب وميادين خضراء وحوض سباحة وقاعة موسيقى ومكتبة ومسجد وجميع المدارس.
الشقق محمية ضد جميع ناقلات الأمراض من بعوض وذباب وحشرات زاحفة وقوارض. المواصلات بالدراجات الهوائية حفاظاً على البيئة والزرائب خارج القرية روعيت فيها أنماط الحياة الصحية، محمية ومنظمة وعصرية الشكل أفضل من زرائب ناس هايدي. وأهل القرية كعادتهم اجتمعوا بعد الأنشطة الثقافية والرياضية اليومية ليشربوا شاي المغربية، مع بعض، واليوم دار النقاش عن برامج العطلة الصيفية والمسابقات الرياضية والثقافية والفنية ووضعوا البرنامج ورصدوا الجوائز. وانتهت العطلة بسرعة فالبرنامج حافل ولا يوجد ملل حيث ارتفع مؤشر السعادة ليضعنا قبل الدول الأسكندنافية واليوم هو يوم توزيع الجوائز، وفجأة يطل رئيس الجمهورية ليشرب معهم الشاي ويحضر توزيع الجوائز كان يرتدي قميص نص كم ولا ترافقه أي سيارة أمن أو مواتر ورحبوا به كواحد منهم ولم يهتف له أحد. فوجدت نفسي في حفل وفجأة شطح الفكر بعيدا أولمبياد 2028 والبعثة السودانية 480 مشاركاً ينافسون في جميع الألعاب ويعمل لهم ألف حساب فهم من مواهب القرى السودانية المتناثرة عبر الوطن. قفْزٌ عالٍ وجري من الشرق، العاب قوى ومسافات طويلة وفروسية من الغرب وجمباز من الشمالية وسلة من جنوب السودان، والسباحة من كل السودان والكورة بقينا أسيادها لا نتطلع لسيكافا وإنما لبطولة العالم. وفي هذه اللحظة أعلن المذيع في الصالة تسليم الجوائز في مسابقة الجمباز، بنية صغيرة من جزيرة بدين للمركز الأول، لكن الدهشة أيقظتني من الحلم الجميل أرجو من الإخوة الذين أكملوا الحلم أن يرسلوا لي واتس أب بلحظة عزف السلام الجمهوري لبنية بدين.
د. عثمان يس محمد علي
من الاستفهامات
ماذا لو استلم أحلام اليقظة هذه المجلس الأعلى للاستراتيجية وليس ذلك على الله بعزيز وكله حلم مشروع إلا حكاية الراجل يأتي بدون حرس ولا سيارات ويويويو دي حلم حقيقي يا دكتور عثمان!.

ليست هناك تعليقات: