الخميس، 23 يونيو 2016

كلفتوها" ورب الكعبة

 12-06-2016
يحيرني الذين يخططون ويحيرني أكثر الذين ينفذون ولكن نسأل أما من رقيب غير الصحافة؟
الأمر اليوم محزن جداً وفي شأن عظيم هو الزراعة ولن تقوم لاقتصاد هذه البلاد قائمة بغير الزراعة. لأنها لا تخرج مباشرة من الأرض إلى الأنابيب والميناء ولا يعرف إلا الراسخون في العلم كم خرج وأين ذهب وبكم بيع وأين وضعت عائداته. وهي ليست كالذهب له منقبين ومصفاة وهذا حد علم الناس به ويلتفتون ليجدوه انعكس خيرا على معاشهم وإذا بمعاشهم يصعب اليوم بعد اليوم.
أما الزراعة فتنبت في الهواء الطلق وتتدرج ويعيش منها الإنسان والحيوان والطير (طبعا ينط واحد يقول لي الطير ما حيوان؟ طيب مش الوزارة اسمها وزارة الثروة الحيوانية والسمكية. السمك ما حيوان؟ فكونا وعرفوا لنا ما هو الحيوان أو من هو الحيوان؟). معليش الاستطراد طلعنا من الموضوع.
الزراعة يباركها الله ويرعاها وخيرها وفير ومقوماتها الطبيعية موجودة الأرض والماء والشمس والحمد لله. ينقصها الإنسان ورأس المال. وحجة التمويل والتسويق كأضعف حلقتين. الآن جلس لها مختصون كثر وخرجوا ببعض الحلول منها تكوين جمعيات المنتجين أو جمعيات المهن الزراعية أو شيء من هذا. الفكرة التي خرج بها المخططون وأصبحت قانونا بعد جهد جهيد تقوم على أن يتحد منتجو أي محصول عددهم من سبعة وما فوق ليكونوا جمعية منتجي الطماطم مثلاً. فصلَّ القانون كثيرا في توزيع أدوار هؤلاء من تسجيل للجمعية كجسم قانوني له حق التعاقد والبيع والرهن والتمويل والتسويق حسب ما يرون. الفكرة رائعة ولكنها فوقية لم يبصر بها المزارعون ولا يعرفون حتى اسمها وهي فكرة ذكية أو خبيثة لتنهي ما يُسمى اتحاد المزارعين واتحادات المزارعين التي أفسدتها السياسة والسياسيون على مر الحقب السياسية.
ولكن للأسف ما يجري الآن ليس له علاقة بالقانون وإن اتوا بوكيل نيابة ليشهد تكوين هذه الجمعيات. الواقع يقول مازال يعشعش في رؤوس بعض المزارعين تزعُم المزارعين واللعب بمقدراتهم وقدراتهم وتمثيلهم في الحقوق والواجبات والعيش من كدهم وتعبهم أسوة بالسياسيين الذين جاءوا بهم.
الواقع يقول بنفس تكوين روابط مستخدمي المياه التي فشلت فشلاً مشهودا تم تكوين هذه الجمعيات يجتمع بعض المتطلعين لقيادة قطيع المزارعين عدد من الأشخاص وبنفس الطريقة الترعة كذا أكتب فلان اكتب فلان. وفلان لا يدري عما كتب فيه شيئاً. وترفع الجنائز عفوا القوائم وهي تحمل شهادة وفاة هذه الفكرة الفوقية والتي لم ينور المزارعون بها ولا يعرفون عنها كثير شيء فلتهنأ الدولة بموت الزراعة ما دام القائمون عليها هم هؤلاء الطفيليون.
المطلوب الآن إيقاف كل هذا العبث وإلغاء كل هذه الجمعيات التي كونت بليل وتنوير المزارعين ووضع جمعيات نموذجية يراها المزارعون أمامهم وبعد مرور موسم أو موسمين يتضح الفرق بين محصول قامت عليه جمعية منتجين وآخر بلا جمعية.
هذا إن كان هناك من يريد إصلاحاً وإحقاق حق.


ليست هناك تعليقات: