الأحد، 12 يونيو 2016

تعقيب على التنوير المعرفي

 01-06-2016
تساءلت بدهشة أخي الفاضل/ الأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم في مقالك الراتب: استفهامات بصحيفة (الصيحة) العدد 625 الإثنين 16/5/2016م المنصرم عن: مركز التنوير المعرفي .. من وراؤه؟
حول كلامك الرصين عن المركز وحجم الحريات المتاحة فيه وذلك بعد مشاركتك في إحدى جلسات منتدياته الراتبة .. وكانت عن معاش المواطن السوداني في ميزانية 2016م.. تقديم بروف/ صلاح قرناص الأربعاء 11/5/ المنصرم.. وأبنت عن حديث علماء الاقتصاد "بحرية شديدة وعلمية واسعة نقداً للميزانية التي انهارت في أول شهر .." وعن تعقيبات الحضور "كانت بقدر كبير من الحرية لو ذكر معشار ما قيل في ذلك المنتدى في أي صحيفة لما رأت النور ثانية ولو حكمت لها المحكمة الدستورية".. ومفهوم هنا أنك تعني صحيفة "التيار" الثوَّار.
ثم استفسرت بسؤالك بقوة وصراحة .. (أول ما يتبادر للذهن.. من وراء هذا التنوير المعرفي ؟.. ولماذا هذا القدر الكبير من الحرية داخل هذا المبنى).. ثم استنتجت أنه لجهة رسمية.. وماذا تريد هذه الجهة ؟
أقول.. إن مركز التنوير المعرفي يبلغ عمره 11 عاماً من بسط الفكر والعلم والثقافة والتنوير والحوار في جميع مناحي الحياة من سياسية واقتصادية وتعليمية وتربوية ومجتمعية وفلسفية واجتماعية وفنونية ودراسات وأبحاث وإستراتيجيات، ويضم 7 دوائر تعنى بالشأن العام وهي: دائرة العلوم السياسية؛ العلوم الاقتصادية؛ علوم الاجتماع؛ علم التاريخ، علوم الفلسفة، الدراسات المستقبلية والدراسات والعلوم العسكرية.
أنا شخصياً.. أخي العزيز الأستاذ أحمد من الناشطين والمثابرين والمتابعين والمتعاونين والمحاورين في منتديات المركز منذ سنين عدداً.. ولا يفوتني أي منتدى أو منشط أو فعالية فيه.. إلا أن يحبسني حابس ولله تعالى الحمد والشكر.. وما حضرت المنتدى الذي ذكرته في كلامك عن معاش المواطن السوداني لأنني شخصياً على يقين تام وقناعة بلا حدود أنه لا معاش ولا كرامة للإنسان السوداني منذ صباح 30 يونيو 1989م.. والأسباب معلومة بائنة لا تحصى ولا تعد.
أما عن نطاق ومجال الحريات من رأيٍ وتعبيرٍ واختلافٍ ونقدٍ بناءٍ هادفٍ وتحليل بحقائق صادقة ملموسة وشفافية ومنطق وحوار هادئ رصين عقلاني الذي أعجبك واندهشت به ما جعلك تكتب ما قلت .. فهذا ديدن وسلوك وهدف المركز والقائمين عليه والمستدامين بمشاركاتهم من أجل الوصول لنقطة التقاء إيجابية حول ما تم طرحه ومناقشته ابتغاء الحلول المتكاملة Integrated Resolutions لأزمات المجتمع.
ماذا كنت ستقول لو حضرت معنا منتدى الأربعاء 4/5 بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحافة والصحفيين في 3 مايو من كل عام ..؟ وقد أمّه وخاطبه وحاور فيه كبار وقادة أهل الصحافة والقانون والفلسـفة وحقوق الإنسان تحت عنوان: حرية الصحافة والرأي والتعبير من منظور فلسفي.. كان سيلاً هيّناً ليّناً من منطق سلسٍ متصل.. وحقائق كعنقود عنب عن بعضها لا تنفصل.. عن الحرية والحريات الخاصة والعامة في بلدنا الحبيب.. فلا تتحيَّر لأن الناس أهل الشأن والوجعة تبحث عن مكامن بسط الحرية وانعتاق القول واللفظ وتتخيّر.. وما أكثرها اليوم هذه المكامن في العاصمة والأقاليم.. ولمّا يجدوا مرفأً منيراً مفيداً يتكئون عليه ويؤمونه.. فتخرج أنفاسهم خيراً لمنفعة بلدهم وتتجدد خلايا ومكوِّنات الحرية والكرامة في شرايين الرئة والقلب والعقل.. فتستوي عند الجميع آداب وسلوك وصدق العطاء للبلد وللشعب متى ما استوى الناس في معيار الوطنية والحرية دون إقصاء أو تمييز. وعين الحسود فيها خرتمية عود .. وما بقصد عينك يا أستاذ أحمد.
د. فاروق البدوي
باحث ومستشار وناشط طوعي مجتمعي

ليست هناك تعليقات: