25-03-2016
|
من لوازم الإيمان الشكر والعرفان، والله سبحانه وتعالى سخر لنا هذا الكون تسخير تعريف وتكريم، تعريف بأسمائه الحسنى، وصفاته الفضلى، وتكريم هذا الإنسان: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾. ما دام هذا الكون قد سخره الله لنا كي نتعرف إليه من خلاله، فينبغي أن نؤمن به واحداً، وكاملاً، وخالقاً، ورباً، ومسيراً، وأن نؤمن بأسمائه الحسنى وصفاته الفضلى، وما دام قد سخر هذا الكون لنا تسخير تكريم ينبغي أن نشكر، فالإنسان حينما يؤمن وحينما يشكر يكون قد حقق الهدف من وجوده، يؤكد هذا أن الله سبحانه وتعالى يقول ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً﴾. أي أنتم حينما تؤمنون، وحينما تشكرون، تتوقف عنكم كل معالجة، لأنكم حققتم الهدف من وجودكم، لذلك الإيمان كما قال عليه الصلاة والسلام) الإيمان نصفان نصفٌ صبرٌ ونصفٌ شكرٌ). الشكر غاية ولأهله أحسن الجزاء : الموضوع يشبه موضوع الصبر، لقد أمر الله أن نشكره، ونهى عن أن نكفره، وأثنى على الشاكرين، ووصف فيه خواص المتقين، وجعله غاية خلقه وأمره، فالشكر غاية، ووعد أهله بأحسن الجزاء، وجعله سبباً لمزيد من العطاء، وحارساً وحافظاً لنعمته، وأخبر أن أهله هم الذين ينتفعون بآياته، واشتق له اسماً من أسمائه، فإنه سبحانه هو الشكور، وهو ينقل الشاكر إلى مشكور، تشكر فتشكر، وهو غاية الرب من عبيده، وهو ثمن الجنة، وأهله قليلون جداً. ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾. قال تعالى: ﴿وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. النبي عليه الصلاة والسلام كان يقوم الليل حتى تورمت قدماه، عَنِ الْمُغِيرَةِ يَقُول:ُ (قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ). أيها الإخوة، الشكر له مستويات ثلاثة: أول مستوى: أن تعرف النعمة، لأن معرفة النعمة أحد أنواع الشكر، هناك نعم كثيرة جداً مألوفة، لكن هذه الألفة لهذه النعم ينبغي ألا تجعلنا ننساها . إنسان عنده زوجة لا تخونه، هذه نعمة كبيرة جداً، لكنها مألوفة عند الناس، فحينما تكون مألوفة يتوهم الإنسان أنها ليست نعمة، لكن لو كان العكس لغلى الإنسان كالمرجل، نعمة أنك تتنعم بصحتك، بأجهزتك، بأعضائك، بجوارحك، بحواسك الخمسة، نعمة أنه لك مأوى، فكلما نقلت المألوفات إلى النعم زادك الله نعماً وكرمك، هذا المستوى الأول ، أن تعرف أنها نعمة ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا، وَسَقَانَا، وَكَفَانَا، وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ ). منقول بتصرف من موقع النابلسي |
الأربعاء، 30 مارس 2016
شكر النعم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق