01-03-2016
|
من الناس من يخاف الأضواء ومنهم من لا يعيش إلا في الأضواء بحق أو باطل. الحديث اليوم عن عالِم تربية دخل الحياة هادئاً وودعها بنفس الهدوء، فلنترك د. عبد الله أحمد سعيد ينعى لنا أستاذه وأستاذ الكثيرين بروفسير نصر سلمان نصر رحمه الله. (ألا رحم الله ذلك الممشوق القد، وئيد الخطى، هادئ العبارة، رصين القول. عاش ليعلم الناس ويهديهم السبيل المستقيم، خاض غمار المدارس الوسطى فبرز فابتعث إلى بيروت حيث الجامعة الأمريكية. وعاد إلى شيخ معاهد التعليم بخت الرضا، فاحتوته شعبة علم النفس التربوي. وهناك عام 1962م التقيته ضمن فرقة العشرين بكلية معلمي المرحلة المتوسطة (I.T.T.C). فنهلت من فيضه وأحببت علمه والذي ظل دافعي للمعرفة إلى هذا اليوم. ودار الزمان واختير ضمن الصفوة للمركز الإسلامي الأفريقي القادمة من وزارة المعارف. وظل به يرتقي وينثر علمه حتى غدا بجامعة أفريقيا العالمية. وتلقى العلم والمعرفة الأصيلة على يديه الكثيرون من الطلاب من أنحاء المعمورة الواسعة. وله يرجع الفضل بعد الله في غرس حب التعلم والتعليم والإفاضة بتجاربه على الأبناء وخاصة المدرسين الذين يربون الأجيال. وأحمد الله أن ظللت تلميذاً بين يديه فقد التقيته وأحببت علمه حتى درجة الدكتوراه. وكثيرون نحوا نفس المنهج. وأذكر له إحدى مآثره حيث عرضت عليه أن يتبنى رعاية طلاب خريجي كلية المعلمين الوسطى الذين أكملوا بنجاح عامين فيها. وجاءوا زمرة فاضلة من المجلس الأفريقي للتعليم الخاص، ودفع بطلبهم والمدعم بالأفكار لمجلس الجامعة العلمي فوافق بالتنفيذ كلية التربية بالجامعة والتي عهدت به إليه واتخذني بمساعدته مسجلاً للمهمة. ونال طلاب الدفعة الأولى أعلى المراتب التي ينالها بكالريوس التربية، آنذاك وبأسف كانت الأخيرة. ولكن الحمد لله الذي جعلها الأولى للتعليم عند مدرسي المرحلة في السودان. وهو نجاح عم الكثيرين. وانتقل الأستاذ الكبير من جامعة أفريقيا العالمية إلى معهد الخرطوم الدولي للغة العربية في مجال تأهيل المعلمين فتخرجت علي يديه أجيال. ثم انتقل الممشوق القد، الهادئ الطباع إلى بارئه الدكتور نصر سلمان نصر فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . فاللهم اجعل الفردوس الأعلى مقامه يا أرحم الراحمين، وإني أنعاه إلى تلاميذه في أنحاء المعمورة وزملائه في وزارة التعليم العالي والتربية والتعليم وجامعة أفريقيا العالمية ومعهد الخرطوم الدولي. كما ينعاه اتحاد معلمي السودان وأرباب المعاشات. ولا نملك له سوى الدعاء بالجنة. وأني إذ أنعاه إلى القلب الكبير العامر بحب المعلمين السيد رئيس الجمهورية آمل أن يتعطف على أستاذي نصر سلمان نصر بوسام العلم الذي يستحقه. ورجائي للأخوة مديري المؤسسات التي عمل فيها إطلاق اسمه على كبريات قاعاتها. وحتى ننقل الدعوات للعملاق التربوي الكبير والذي بفقده فقد السودان عالماً جليلاً له الرحمة والغفران). |
الأربعاء، 30 مارس 2016
وانسل نصر سلمان هادئاً
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق