الأربعاء، 30 مارس 2016

مشكلة خريجي أكاديميات الصحة

 09-03-2016

(اتمنى ألا يخرج هذا المقال خارج السودان حتى لا يضحك العالم علينا خلوها مستورة بينا وبينكم هنا بس).
قبل عشر سنوات تقريباً كان هناك واقع صحي غريب، كثر الأطباء وقل الممرضون، النسبة الطبيعية خمسة ممرضين مع كل طبيب ويومها كانت النسبة معكوسة خمسة أطباء مقابل ممرض واحد.
لتحقيق النسبة الصحيحة كان لابد من مضاعفة عدد الممرضين وسد هذا العجز. تم إنشاء أكاديمية الصحة العليا في كل الولايات تقريباً وزيادة على الممرضين كانت تضخ مخدرين، وقابلات، ومحضري عمليات. وجد الخريجون الأوائل الطريق سهلاً وممهداً والوظائف شاغرة وتم تعيين كل الخريجين بيسر في الوظائف الشاغرة.
رويداً رويدا وكل سنة والممرضون في ازدياد والوظائف في تناقص إلى أن صار إنشاء وظيفة ممرض (لحسة كوع) رغم الحاجة لخريجي الأكاديمية الصحية العليا في كل المستشفيات. لمبة (لا توجد وظائف) مولعة أحمر.
جعل هذا الوضع المستشفيات تتعاقد مع الممرضين بل كل خريجي الأكاديمية الصحية من مواردها وهذا لا يرضي الخريج ولا المستشفيات التي يؤثر تعيين هؤلاء على تسييرها وتدني خدماتها ويجعل خريج أكاديمية الصحة يعمل بلا نفس.
مستشفى إبراهيم مالك (بديل مستشفى الخرطوم حسب رأي البلدوزر وحده فقط لا غيره) فيه أكثر من 100 ممرض بلا وظائف ويعملون بنظام التعاقد ترى أي إرهاق يسببونه لميزانية تسيير المستشفى!
والحال في الولايات أسوأ بكثير وتقرير في البي بي سي قبل يومين يتحدث عن هجرة العلاج من الأقاليم إلى الخرطوم فاقدة العلاج الحكومي تقرير مؤلم (إن كان هناك من يتألم من المسؤولين).
يزيد خريجو الأكاديمية الصحية ألماً عدم استطاعتهم على حصول التسجيل الدائم لدى مجلس المهن الطبية الذي يتطلب التسجيل فيه ما يفيد بمباشرة الخريج للمهنة وذلك بسبب عدم الوظائف.
أحد الأصدقاء من (ناس الحكومة) في نقاش عن حنق الحكومة من الصحافة قال إن الصحافة تقدم نقداً فقط وعليها أن تقدم الحلول لكل مشكلة تطرحها.
نزولاً لرغبة الصديق الحكومي أو بالأصح المؤتمر وطني أريد أن أقدم حلاً لهذه المشكلة، وهو ببساطة إنشاء وظائف بقدر عدد خريجي كل سنة تكون جاهزة قبل تخرجهم. وبعد التخرج بيوم يجد كل خريج وظيفته كما وجد هو ووجدت أنا وظيفتنا جاهزة يوم تخرجنا من الجامعة قبل أكثر من ثلاثين عاماً وبس.
سيكون الرد لا توجد ميزانيات كافية لهذه الوظائف. طيب هل الصحة أولوية حقيقية في برنامج المؤتمر الوطني، هذا قبل الحوار الوطني بعده يمكن أن نخاطب حكومة التكنوقراط (تشموها قدحة).
أيهما أولوية المؤتمرات، المهرجانات، الافتتاحات والسفريات أم صحة المواطن؟ كثير من القضايا حلها متفق عليه ويعرفه الكبير والصغير إلا من بعينيه رمد وما لاقي الذي يعالجه، إما للتخلص من المستشفيات الحكومية بفعل فاعل أو لعدم توظيف معالجيه. (يا لك من كاتب مسكين, مثل ما تثير من قضايا البسطاء هذه لا يشعر بها الجماعة الفوق هم في وادٍ وأنت في وادٍ كان الله في عونك).
من الأمثال السودانية (عريان ولابس صديري).

ليست هناك تعليقات: