دواعي اتخاذ القرار قد تكون عند عدد قليل من الناس، لكن آثار القرار متاحة للجميع. والدراسات القبلية والبعدية مطلوبة جداً وخصوصاً في القرارات التي اختلف حولها ووجدت مؤيدين ومنتقدين (ما في داعي لكلمة معارضة التي أصبحت ذات معنى واحد وفي حكم المصطلح). مرت ثلاثة أشهر تقريباً منذ أن تم إغلاق أقسام حوادث وعظام مستشفى الخرطوم. لنا أن نستفهم اليوم عشرات الاستفهامات لمتخذ ذلك القرار (دون أن نتهمه باي تهم من التهم التي ما عادت تؤثر فيه). نريد أن نكون حنينين مع متخذ القرار ولكننا نحمّل تنفيذ القرار لجميع الجهات المسؤولة عن الصحة بدءا من الوزارة الاتحادية التي تنازلت يوماً عن كل مستشفياتها لولاية الخرطوم واتبعتها لها وهي تعلم علم اليقين عدم مقدرة ولاية الخرطوم لتسيير هذه المستشفيات على الأقل العامة الكبيرة والمشهورة والتي يعرفها الناس منذ زمن بعيد، مستشفى الخرطوم، ومستشفى أم درمان ومستشفى بحري (بالمناسبة مستشفى الخرطوم على واحدة من واجهاته القديمة مكتوب عليه 1905 وهذا التاريخ بقانون الآثار يحرم المساس به). عندما قدمت الوزارة الاتحادية هذه المستشفيات لولاية الخرطوم هل اشترطت أي شروط مثلاً عودتها في حالة فشل تسييرها الى الاتحادية. أم هي قدمتها أصلاً لتنال هذا المصير). الذي نريده تكوين لجنة تتحقق وبالإحصاءات كم من العمليات كان يجريها قسم العظام في مستشفى الخرطوم للفقراء وأين ذهب هؤلاء الفقراء؟ بعد إغلاق قسم الحوادث والعظام وبالإحصاءات أيضاً. مكان البحث منطقة ما بين النهرين أعني الخرطوم فقط التي خلت الآن من مكان لهؤلاء الفقراء وكل ما يقال عن جاهزية مستشفى إبراهيم مالك لم يصدقه الواقع. أما ما سمي بالتمييز فقد كذب الواقع اسمه من أول أسبوع. وكان أقل من كل الذي قيل فيه (ولك أن تسأل ماذا عن حوادث جبرة الذي وقف زمناً ولم يسأل عن عدم إكماله أحد). لا يوجد مكان حكومي لمعالجة مريض أو مصاب عظام في كل الخرطوم وكأني بهم يراهنون على المستشفيات الخاصة وهل يستطيع كل مريض العلاج فيها بهذه الأسعار الخرافية؟ الغريب لا يعرف الناس في الخرطوم أين يذهبون بمريضهم بعد تحطيم قبلة الجميع، مستشفى الخرطوم. حدثني استشاري عظام كبير ان مريضة دخلت عليه في مكان علاج خاص. المريضة قالت لا تملك في هذه الدنيا غير ألف جنيه وذهبت كل هذه ألف جنيه في إيجار الأمجادات من مستشفى لمستشفى ومن مركز لمركز وعندما وصلته حلفت لم يبق من هذا الألف جنيه الا خمسين جنيها هي آخر ما تملك. وجزاه الله خيراً ما ردها وعالجها. طالبت أعلاه بدراسة الحالة ولا زلت لأن البلدوزر لا يقنعه أحد وقد أقنع الرأس ولا يهمه الباقي. هل نسي الله الذي قدرته فوق الجميع؟ وهل نحلم بأن يراجع البلدوزر نفسه ويتق الله في فقراء هذه الأمة ويعيد إليهم قسم عظام مستشفى الخرطوم والحمد لله أنه لم تطله يد الخراب بعد. ولم يجدوا له بديلاً. هل نحلم بجملة من الرأس (من فضلك يا مأمون رجع العظام دي وحدها). |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق