الأربعاء، 30 مارس 2016

البيلي تدعو لزراعة المنازل

 05-03-2016
في الأخبار أن د. أمل البيلي وزيرة الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم دعت الأسر للزراعة داخل المنازل. وفيه أيضاً أن الست الوزيرة اعترفت بأن نسبة الفقر أعلى من النسبة المعلنة بكثير وأن المعايير المستخدمة للقياس تحتاج مراجعة وليست دقيقة.
من حق الوزيرة أن تدعو للزراعة في منازل الخرطوم وتشكر على اعترافها بعدم صحة نسبة الفقر المتداولة في الإعلام وهي 26%. (هناك فقير الأغنياء الذي يمتلك فلة واحدة وسيارة واحدة وليس له سيارة دفع رباعي. وفقير الفقراء الذي يأكل وجبة واحدة ناقصة المكونات وربما أحياناً تكون من عنصرين أثنين فقط ماء وعجين). من حقها كوزيرة ولاية أن تتحدث لمواطني ولايتها عن الزراعة في المنازل مستشفة الفكرة المصرية حيث ضيق الأرض وكثرة السكان وقلة الماء. وهي ليست مسؤولة عن الزراعة في السودان.
ولكن بالمقابل كما يقول (فيصل القاسم) كم صرفت ولاية الخرطوم على مشروع سوبا الزراعي، البالغة مساحته 30 ألف فدان، حسب علمي صرفت عليه في موسم واحد من مواسم عبد الرحمن الخضر 60 مليون جنيه بالجديد. حيث كان هدف المشروع مد ولاية الخرطوم بالخضروات. وماذا كانت النتيجة؟ كلكم يعرفها ويراها أمامه.
ما رأيت عيباً في نظام الحكم المسمى اتحادياً كعيبه في النظرات الكلية وعدم وجود منسق. فلو وجد مشروع الجزيرة أموال ولاية الخرطوم لنهض ورفد ولاية الخرطوم بالكثير من الاحتياجات ولن تطالب وزيرة الرعاية الاجتماعية مواطنيها بالزراعة في المنازل.
تخيل من يملك ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة وينادي ليل نهار: يا إخواننا العرب هاتوا أموالكم وازرعوا هذه الأرض. كيف يطالب مواطنيه ليزرعوا في البلكونة؟ كم مساحة البلكونة (طبعاً يا اخوانا من القراء من لم يسمع بالبلكونة ولم تكن يوماً في قاموسه وما في داعي تشرح لمن منزله مئات الأمتار المربعة أن البلكونة هي متر أو مترين مربعين بعد الشباك ولها باب).
وهو مواطن الخرطوم دا منو؟ الذي يسكن الأحياء الراقية (طبعاً ما في داعي نسمي الأحياء الراقية حتى لا نساعد سماسرة الأراضي)، ساكن الحي الراقي ما فارق معاهو أسعار ولا يحزنون يدفع بدون مفاصلة في الأسعار كمان (لأنه ما ضارب فيها حجر دغش) وأحياء زقلونا والوزير دقس وام شنو كده لا وقت لهم لزراعة المنازل ليت يومهم يكفيهم جري وردحي من الغلاء وتجفيف العرق لذلك لا يحتمل أي أعباء أخرى، هذا إذا لم نقل إن الماعز ستأكل ما زرع قبل أن يحصده.
أما شبع هذا الشعب من تنظير السياسيين غير المدروس، كل من اعتلى كرسياً ولا يقدر أن يعارضه من هم أمامه من موظفيه خوفا على لقمة عيشهم يحسب أنه يمكن أن يقول ما يشاء من أفكار خطرت له دون لمن وراء الموظفين. هل عرضت الدكتورة أمل البيلي أمر زراعة المنازل على متخصصين وسألت عن كل الجوانب والجدوى الاقتصادية والبدائل وتبنت الموضوع أم هي خاطرة وبس.
الله يرضى عليكم يا حكامنا ساعدونا على الصبر عليكم بالسكوت.

ليست هناك تعليقات: