الأربعاء، 30 مارس 2016

دمباوي يرد على د. البيلي

 08-03-2016
صديقنا الشيخ سعيد دمباوي نظر إلى موضوع دعوة د. أمل البيلي وزيرة الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم، نظر إليه من زاوية أخرى، زاوية عدم توفر الماء وكأني به لا يريد تنسيقاً بين إدارات ولاية الخرطوم.
إلى رسالة سعيد دمباوي
(تعقيباً على ما جاء في عمودكم في عدد الصحيفة الصادر بتاريخ 4 مارس 2016م تحت عنوان (البيلي تدعو لزراعة المنازل) لنا تعقيب على دعوة السيدة الوزيرة – فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان أعاذنا الله جميعاً من كيده وشره.
وأقول مستعيناً بالله – إن دعوة الوزيرة تأتي في الوقت الذي تمر به مدن ولاية الخرطوم بأزمة حادة في مياه (الشرب) ومعاناة سكان الولاية – والقطوعات المتكررة في مدن الولاية وبخاصة في فصل الصيف – وتكرار هذه الظاهرة في كل عام حتى يصل سعر برميل الماء غير معروف المصدر أكثر من ثلاثين جنيها – وربما تكون غير صالحة للشرب ويمرض (الفقراء) ويتعالجون على حساب ميزانية الأسرة المنهارة أصلاً بل حتى مياه الشرب المعروفة المصدر نفسها غير (مضمونة) صحياً دعك من مياه الكاروهات، وقد عجز المسؤولون عن حل هذه المشكلة على الرغم من أسماء مدن ولايتنا هي شرق (النيل) وغرب (النيل) وبين (النيلين) وهنا كثير من مواطني الأحياء السكنية يظلون مستيقظين حتى الصباح وبعد هذا السهر (ربما لا يأتي الماء) وينتظر المواطن حتى يصحو اصحاب الكاروهات ويذهب ليشتري البرميل بمبلغ (35) جنيهاً-هذا على الرغم من قيام المواطن بدفع الرسوم المقررة التي زادت بنسبة 100%، ويدفع المواطن هذه الرسوم (غصباً عنه) لارتباطها بالكهرباء ويرجع إلى منزله يحمل إيصال رسوم الماء بلا ماء – ويضطر المواطن إلى دفع عشرات الجنيهات لصاحب الكارو – ذلك لأن البيت ليس فيه ماء لا للشرب ولا للطبخ ولا للغسيل ولا للحمام – هذا مما ذكره المواطن حسين أحمد عبد الحميد لصحيفة (التغيير) من منطقة (جبرة)، وأزمة الماء قد أرهقت الأجساد بالسهر والجري وراء أصحاب الكاروهات كما أرهقت الجيوب، وسعر البرميل يصل إلى (35) جنيهاً، ولا يكفي البيت في اليوم –تخيلوا أن يدفع المواطن (30) جنيهاً رسوماً للماء مع الكهرباء ثم يرجع لمنزله ولا يجد الماء فيضطر إلى شراء البرميل بـ(35) جنيهاً.
وما يحدث في (جبرة) يحدث في اكثر مدن الخرطوم – وعلى الرغم من هذا جاء في عمودكم طلب الدكتورة أمل البيلي وزيرة الرعاية للأسر ليزرعوا في بيوتهم – تطلب منهم هذا على الرغم من أن بعض أصحاب المنازل يصلون (بالتيمم)، ولا يمكن الزراعة بالتيمم طبعاً فكيف يزرعون؟؟ فهي تريد أن تحارب (الفقر) بطلبها بينما الفقير يدفع رسوم الماء الشهرية بلا ماء، ويضطر لشراء الماء من أصحاب الكارو على حساب ميزانية الأسرة ويزداد فقرًا على فقره-فكيف يزرع من كان هذا حاله ولو كان في بيته مساحة للزراعة وهو لا يجد ما يشربه من الماء؟؟ والله لا أرى طلب الوزيرة هذه إلا مثل طلب مأمون حميدة وزير الصحة للمواطنين الفقراء بأكل (القعونجة) لتعويض النقص في (البروتين) بلد فيه أكبر ثروة حيوانية ويطلب منا أن نأكل الضفادع وفيها آلاف الأفدنة على شواطئ النيلين ويطلب منا أن نزرع في بيوتنا ونحن ما لاقين موية الشراب)..

ليست هناك تعليقات: