الأربعاء، 30 مارس 2016

الضرائب الماضي والحاضر 2-2

 22-03-2016
كل حديث عن الحوسبة يطربني وكل جهة تحوسب تجد الراحة والشفافية وكلها قنوات تصب فيما يسمى بالحكومة الإلكترونية التي تأخرت كثيراً. نعم الحوسبة ليست نهاية المشاكل سلوك مقدم الخدمة يصبح هو الوعاء الذي يجعل الحوسبة تبلغ غاياتها.
مثلاً عندما يسألني موظف أو شرطي وأمامه حاسوب عن الرقم الوطني وافتح الموبايل وأمليه عليه ويقول لا أريده ورقةً وكمان الأصل وليس صورة هذا تعسف لا معنى له ويجب أن يختفي.
عودة إلى الضرائب لا أظن هناك من يحمد مصلحة هذا اسمها (الضرائب) وأول ما يذكرك اسمها بالضرب. وبما أنها جهة جابية ليس إلا فلن يرضى عنها الممول قريباً، ولعدة أسباب الذي يطلب منه دفع الضريبة دائماً يفكر في كيفية التهرب منها وبما أن للغربيين قدماً راسخاً في هذا المجال وثقافة تكونت بعد طول ممارسة، إلى أن وصلوا الى أن أكبر العيوب هو التهرب من الضريبة، وإذا ما اتهم بالتهرب شخص سيعير به وخصوصاً عندما يتقدم أو يقدم لمنصب عام.
وقومنا جعلوا للتهرب من الضرائب مكاتب يلجأون إليها لتريهم طرق الخلاص أو دفع أقل مبلغ ممكن، وفي اليوم التالي يشكون من سوء الخدمات.
الصرف وأولوياته ليس مسؤولية الضرائب هذا أمر مسلم به فهو مسؤولية المالية وإذا أرادت المالية على المدى الطويل خيراً لهذه البلاد عليها أن تقنع دافع الضرائب أن ما يدفعه سيعود عليه خدمات وليس أجرة حكام. إن الشعب السوداني يدفع لرفاهية سياسييه (الذين وصفهم منصور خالد بالمستهبلين. صراحة وصف جامع).
اطلعت في الانترنت على النسبة المئوية للضرائب من الناتج القومي فكانت الدول الأوربية معظمها عالية، وفي بلجيكا بلغت 46% والدول المتخلفة التي تسمى دلعاً النامية كلها أقل من 10 % السودان 6.3% (طبعاً دول الخليج استثناءً).
وبعد كل هذا ما كان حال الضرائب يعجب ومللنا من سماع توسيع المظلة الضريبية والأصل ألا توسع بل تشمل الجميع حتى لا يجلس خارج المظلة أحد (حظك منتظر ناس الحصانات وحماية المصالح يدخلوا تحتها لحسة كوع في هذا الواقع).
عموماً
يشكر ديوان الضرائب الذي وعد برقم ضريبي لكل مشتر وبائع ونظام حاسوبي استورد من الصين يتعامل معه 44 مليون ممول صيني يعني هنا ما ح يخنق ولا يعلق ولا دقيقة إذا أحسنوا استعماله.
إنهم الآن يدربون موظفيهم على هذا النظام الذي سيغطي كل سوداني وسيتعامل دافع الضريبة مع أجهزة وليس بشراً (صارين وجوههم ولا مبتسمين) وصراحة هذا مخرجنا ما دمنا لم نستطع تربية الناس دعونا نعتمد على الأجهزة.
خطوة مفرحة، تعامل راقٍ ومنضبط وستمتلئ الخزينة، ولكن تصرف كيف هذه ليست مسؤولية الضرائب.
وإذا أرادت المالية مستقبلاً مالياً حسناً فلتحسن الصرف وأولوياته. متى ما عادت الضرائب خدمات دفع الناس بطيب خاطر.
تخريمة
بالله لما تدفع رسوم العبور لهيئة الطرق وتجد عشرات الحفر على الطريق لم تمتد إليها يد بالشهور وكل يوم في ازدياد وكل يوم تُزهق أرواح ألا يجعلك هذا تتهرب من الضرائب؟

ليست هناك تعليقات: