أتمنى أن يقرأ ما أكتب اليوم تنفيذي عاقل.
المسافة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة (400) كلم تقريباً تقطعها بسيارة أجرة أو بسيارة خاصة أو بأي وسيلة ولا تجد نقطة توقيف واحدة، إلا استراحة لصلاة أو طعام، هذا في بلاد بها عشرات إن لم نقل مئات الجنسيات وأحوج ما تكون للأمن وسط هذا الخليط من الجنسيات.
بالمقارنة المسافة بين مدني والخرطوم 186 كلم وبها أكثر من عشر نقاط توقيف مرورية أو تحصيل رسوم الطرق السريعة (السريعة هنا مجازاً وكيف يكون طريقاً سريعاً والتوقف يأخذ ساعة على الأقل بافتراض أن به 12 نقطة توقيف في كل واحدة خمس دقائق مثلاً ولا أريد أن أقف كثيراً عند عدالة التوقيف حتى لا أضيع المساحة في بدهيات كتبناها كثيراً).
لهذا التوقيف في كل طرق السودان، وما طريق الخرطوم مدني إلا مثالا، له آثار جانبية ذات مردود سيء على الاقتصاد، والمواطنة أي التربية الوطنية، والحياة الاجتماعية.
طلبي أن تقوم جهة ذات صوت مسموع، الاستراتيجية القومية مثلاً، بدراسة علمية بحتة ويقوم بها متخصصون يشركون عدداً كبيراً من الباحثين طلاب دراسات عليا مثلاً لبحث الأمر من كل جوانبه مستفيدين، ولتكن البداية هذه القوانين منْ كتبها؟ ومنْ وضعها؟ والظروف التي وضعت فيها والظروف التي أجيزت فيها وما هي جهات الضغط وما أهدافها القصيرة، أشك أن لها أهدافاً بعيدة، وكيف طبقت؟
إذا ما تركت الإجابة لجهة واحدة، مستفيدة من التخلف، كلما زاد الزمن كان الخراب أكبر وتزيد تكلفة إصلاحه.
الذي أتمناه أن تكون دراسة متأنية تغوص عميقاً في عيوب القوانين وعيوب التطبيق وأثر ذلك على الاقتصاد والأخلاق والدين والتربية الوطنية. ليس تضخيم ذات ولكن أحسب أنني أرى ما لا يراه كثيرٌ من التنفيذيين وأحس بأوجاع وخراب اقتصاد وتدني أخلاق لا تجبره المبررات التافهة لهذه النقاط.
ويفترض أن تكون جهة الدراسة لا تضم ذا مصلحة آنية أو مستفيداً من الواقع ويحمل على كتفه من المبررات ما ملّ القوم من سماعه. وأن تكون جهة الدراسة مسنودة بصلاحيات واضحة وواسعة وميزانية كافية لا أقول مفتوحة (معقولة بس).
عودة إلى أرشيفي أنقل لكم هذه الفقرة من مقال بعنوان (اعترافك جاء متأخرًا يا محجوب في أكتوبر 2010 (في صحيفة السوداني بوجهها الجديد عدد الأمس 11 /10/2010 م في باب اعترافات صغيرة قال الفريق محجوب حسن سعد مدير عام الشرطة السابق (مشاكل المرور كانت تزعجني للغاية وكنت يوم الخميس عشية إحالتي للمعاش أفكر في إصدار قرار بإلغاء كل التسويات المرورية لأن التسويات المرورية كانت واحدة من نوافذ الفساد). "لاحظوا معي واحدة من نوافذ الفساد".
أمقنع هو هذا الطلب المستحيل؟ مقنع لمن، هنا السؤال؟
|
السبت، 23 مايو 2015
الطلب المستحيل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق