السبت، 23 مايو 2015

تهنئة للتلاميذ.. على طريقتي

 
12-05-2015
ها وقد هدأ سيل التهانئ للناجحين في امتحانات الأساس، ولسان حالي مثل قول السيد محمد أحمد محجوب يوم هنأ السيد الصادق المهدي برئاسة الحكومة في 1967 قائلاً: لا أريد أن أضيع عليه بهجة يومه هذا لقد تمناه سنيناً.
وما أردت أن أعكنن الصغار الفرحين بالفوز حتى لا أضيع عليهم وعلى أسرهم بهجة يومهم ذاك. ولكن أما آن لنا أن نسأل عن واقعية هذه الدرجات المنثورة على الورق؟
هل تنطبق هذه الدرجات على واقع حال هؤلاء الصغار الذين أصبحوا سلعاً يتاجر بها؟ والتجارة التي أعني لا تقتصر على بعض المدارس الخاصة، هناك تجارة أسوأ منها وهي متاجرة المستويات الوظيفية كل يتودد للذي فوقه بنتيجة تفرحه ليرفعها لأعلى بدءاً من مديري المراحل في الوحدات الإدارية والمحليات ثم في الولاية كل هذه السلسلة تريد رضا من فوقها حتى يصل الأمر للوزير الولائي الذي بدوره يريد أن يرفع رأسه لدى الوالي وربما يترنم الوالي مبسوط مني.
يا قوم إن تربية الأجيال هي عماد بناء الأمم وأي نتيجة غير حقيقية أشد من السرطان فتكاً بمستقبل هذه الأمة. أنا لا اتهم جهة بعينها بأنها باعتنا الترام وأعلنت نتائج لا يصدقها الواقع. وأعلم أن كثيرين مستعدون أن يقولوا: هذا كلام فارغ وهذا رجل لا يرى إلا نصف الكوب الفارغ هذا إن لم يذهبوا أكثر من ذلك ويقولوا تربية شيوعيين.
لا أريد تكذيباً ولا تصديقاً لدحض ما أوردت أن هذه النتائج فيها خلل في مكان ما ربما الامتحان، ربما المراقبة، ربما التصحيح، وعلى طريقة الأسئلة أو ربما كل ما تقدم صحيح.
قبل كل ذلك المقياس الجديد الذي أريده في بحث هذه المشكلة ليس تقارير ولا رداً صحفياً يبدأ بالآية: (إن جاءكم فاسق بنبأ)..... الرد الذي أريده متابعة المقبولين وتحصيلهم في السنة الأولى من المرحلة الثانوية ومقارنة ذلك بنتائجهم ودرجاتهم التي دخلوا بها المرحلة الثانوية.
أُريدها دراسة واسعة تشمل كل الولايات حيث إني لا أتهم ولاية بعينها رغم معرفتي بجرائم سابقة مماثلة حيث وصل إلى الثانوية من لا يعرف القراءة ولا الكتابة وحاصل على مجموع فوق 200 درجة.
مثل هذا التلميذ أول ما يحتقر سيحتقر كل من تسبب في غشه وإبلاغه بأنه ناجح ودخل الثانوية وفيها اكتشف أنه يحمل شهادة غير حقيقية. وعندها يبدأ المجتمع في فقد فضيلة الصدق، وهاك يا خراب أخلاق.
هذا مقياس لا تنازل عنه ربط النتيجة بتحصيل السنة الأولى ثانوي. وإن صح فمرحباً بمؤتمرات النتائج في كل القنوات وليس قناة واحدة. وإذا ما صح ما أوردته فأبعدوا المظاهر السياسية عن تربية الأبناء.

ليست هناك تعليقات: