السبت، 23 مايو 2015

اجتماع المواصلات وما لم يُقل

 زائر
06-05-2015
سأبدأ بالخبر (الخرطوم: أعلنت حكومة ولاية الخرطوم عن خطة شاملة لمراجعة حزم النقل والمواصلات بالخرطوم وتفعيلها خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكدة وصول "6" من قطارات المواصلات لتشغيلها في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى وصول البص النهري رقم "3"، مؤكداً اكتمال المراسي النهرية الـ"5" خلال أسبوع.
يمضي الخبر: وقال الخضر إن خطة النقل العام تستخدم "20138" حافلة صغيرة، و"649" ميني بص و"419" من البصات الكبيرة، وأشار إلى أن الاجتماع وجه بالإسراع في إجراءات صيانة البصات التي ستدخل في هذه الحزمة وكشف عن تركيب "200" محطة بص مؤكداً العمل في "600" محطة أخرى فضلاً عن "350" علامة توضح خطوط السير. وقال إن الاجتماع وجه بإلزام الحافلات بالخطوط المحددة لها بـ "الاستيكر."
من يقرأ الخبر يخيل إليه أن جميع سكان ولاية الخرطوم في حالة حراك.
أنا من جيل ركب في سبعينات القرن الماضي بصات المرسيدس الصفراء منسوبة لرجل الأعمال عبد اللطيف أبو رجيلة. وكانت قبلها بصات بلوبيرد. هذه البصات حلت مشكلة المواصلات في سبعينات القرن الماضي وبقرض من البرازيل وصل العام الماضي بفوائدة المتراكبة 44 مليون دولار. واتكسرت وانتهت وبقي الدين المركب. لو فتح الله على (مايو) حينها وبدل البصات عملت مترو أنفاق أو فوق الأرض لما بقيت أزمة المواصلات هاجس كل حكومات الخرطوم المتعاقبة. كل هذه البشريات التي خرج بها اجتماع السيد والي الخرطوم هي حزمة مسكنات وليست حل مشكلة اللهم إلا النقل النهري والقطارات الجديدة أما البصات الكبيرة والمتوسطة والميني هذا تكرار إعادة حلول ثبت فشلها.
وكل هذا كوم وما لم يتطرق إليه اجتماع الوالي هو النزوح إلى الخرطوم إلى متى؟ ولماذا؟ وكيف يوقف؟ دون دراسة ودون قسم يمكنني أن أقول نصف النازحين إلى العاصمة في ربع القرن الماضي لو وجدوا خدمات في ولاياتهم لما نزحوا إلى العاصمة ولما احتاجت العاصمة إلى 70% من القمح المستورد وملايين الأمتار المكعبة من الماء.
لا بد من دراسة علمية لتجيب على سؤالين اثنين، كما يقول جماعة الجزيرة في برنامج ما وراء الخبر. السؤالان المطلوب الإجابة عنهما كيف نوقف النزوح إلى الخرطوم والثاني كيف نعيد نازحي الخرطوم من حيث أتوا؟
لا يمنع الإجابة عن هذين السؤالين من المضي في المسكنات فوسط الخرطوم والناس وقوف في انتظار المواصلات يقطع القلب إلى حد البكاء بالدموع والغريب أن كثيراً من أصحاب السيارات الخاصة فقدوا الإحساس بمن حولهم وتجد أحدهم وحيداً في سيارة، والناس بالعشرات على جنبات الطريق ولا يخطر على باله حمل بعضهم وهم في طريقه لا يكلفونه إلا دقيقة أو دقيقتين يمكن أن يقفها في أي إشارة مرور.
شكراً والي الخرطوم على هذه البشريات ولو مد الله أيام ولايتك على هذه الولاية خلد اسمك فيها بمترو أنفاق حديث، وابحث لجامعة النيلين غير هذا المكان وهذا وحده كفيل بتحسين وسط الخرطوم.
 

ليست هناك تعليقات: