الثلاثاء، 5 مايو 2015

الواتساب نعمة أم نقمة؟

 
25-04-2015
الشاعر بشار بن برد منعه الخليفة من الغزل. فكتب
يَا مَنْظَراً حَسَناً رَأيْتُهْ من وجه جارية فديته
لَمَعَتْ إِلَيَّ تَسُومُنِي لعب الشباب وقد طويته
وتقول: إنك قد جفوتَ وَكُنْتَ لِي شَجَناً حَوَيْتُهْ
فأريد صرمك تارة وَإِذَا ارْعَوَى قَلْبِي نَهَيْتُهْ
وَأرَى عَلَيْكَ مَهَابَة وَيَحِلُّ ذَنْبُكَ لَوْ بَغَيْتُهْ
ثم اعتذرت من الصدود فمَا سخطْت وما ارتَضَيْتُهْ
يا سلم طاب لك الفؤاد وعزَّ سخْطكِ فَاحْتَمَيْتُهْ
والله رب محمدٍ ما إن غدرتُ ولا نويته
أمسكت عنك وربما عرَض البلاء ومَا بغيْتُهْ
إِنَّ الْخَلِيفة قَدْ بغى وَإِذَا أبى شيْئاً أبَيْتُهُ.
وها نحن وقد أبى الخليفة وما ترك لنا إلا نسأل هل تطبيق الواتساب على الانترنت نعمة أم نقمة؟ عرضت السؤال على طالبة بالقرب مني وكانت إجابتها الاثنين معا نعمة ونقمة. أي الإفراط في استخدامه مصيبة إذ يهلك الوقت هلاكاً، وفي نفس الوقت مفيد في ربط الأفراد والجماعات، يربط مجموعة العمل الواحدة ربطاً بدون تكلف ويخلطون فيه بين الجد والهزل. والواتساب صار نشرة أخبار مستمرة لا تنتظر رأس الساعة كما جرت العادة في القنوات والإذاعات. وربما تصغر دائرة الواتساب في مجموعة الأسرة الواحدة ويتواصل أفراد الأسرة ويعرفون أماكن بعضهم البعض وأخبار أفراد الأسرة وتحركاتهم.
كل ذلك مما يحسب في منزلة الاستعمال الموجب للواتساب. أما إذا بدأنا نعدد في الاستعمال السالب للواتساب من ترويج لأخبار كاذبة وتشويه سمعة أفراد أو جماعات فلن تسعه صفحات كل هذه الصحيفة.
أما الفيديوهات والصور فهنا المصيبة الكبرى فهي مهلكة للذاكرة والذكرى. ولكن يمكن أن يحسب له بنقل المواعظ والإرشاد والتذكير بقصص ونشرها على نطاق واسع أي مركز دعوة متحرك وعلى نطاق واسع وبدون تكاليف تذكر وكل ذلك يعتمد على أعضاء المجموعة واحترامهم لبعضهم وما يربطهم من روابط مهنية أو صداقات أو أصحاب المهنة الواحدة لينقلوا خبرات بعضهم بعضا.
أما إذا كانت المجموعة مجموعة أهل أو قبيلة أو باختصار يمكن أن نقول حل محل جمعية أبناء كذا. ولا يحتاجون لأجرة دار ولا كتابة يافطة ولا رسوم اشتراك يمكن أن يجتمعوا في هذا الواتساب وكل يدلي بدلوه ويقول ما عنده ويخرجوا باجتماع ناجح.
لذا الواتساب لمن يعرف أن يستخدمه في وقت محدد ولأغراض محددة مفيد وموجب أما إذا ما أخذ من الوقت أو استنزف كل الوقت فتلك المصيبة.
أحقا أن كبيراً قال لو ما نكات الواتساب، كنا طرشقنا؟
.

ليست هناك تعليقات: