22-04-2015
|
طرب الشعب السوداني في تسعينات القرن الماضي للقفزة في مجال الاتصالات وفاخرت الحكومة بنجاح خصخصة الاتصالات، وكادت تخصخص كل شيء، ولكن الحمد لله بعد فشل عدة خصخصات مسكت يدها.
دنيا الاتصالات في العالم في تطور مذهل وسريع سرعة فائقة، أجيال الحواسيب وأجيال الهواتف الذكية تسرع بوتيرة متسارعة جداً لابد أن تواكب، رغم تكلفة المواكبة الباهظة، أو يكون مصيرك مصير نوكيا 3310 المشهور. حزمة خدمة المكالمات الصوتية في طريقها للانقراض أو كل يوم يقل الطلب عليها وكثير من تطبيقات الانترنت تقدم خدمة المكالمات المجانية لذا قل أن يطلب شخصٌ شخصاً آخر عبر الهاتف متى ما كانت شبكة الانترنت ممتازة. التنافس القادم على خدمات الانترنت وهذه حالها في بلادنا كئيب جداً بطء وقلة انتشار. نسأل أي جيل تقدم لنا شركات الاتصالات في خدمة الانترنت؟ لن تجد كل شركة توزع خدماتها كما تشاء وأينما تشاء، ولا يصعب على شركات الاتصالات إذا ما توفر الزبون والحرية. طبعاً لا سبيل للتطوير إلا المنافسة ورغم وجود المنافسة وهي على أحسن حال أربع شركات تنفق على الإعلان التجاري إنفاق من يدرك أنه متى ما غفل عن الزبون راح فيها. يبدو أن هناك خللاً أو هناك بيروقراطية تقف ضد تطور هذه الشركات أو حب جباية في تكرار الرسوم على كل تطور جديد. وإذا ما ذهبنا إلى هيئة الاتصالات المنوط بها ضبط هذه الشركات (ضبطاً موجباً طبعاً) نجدها مفرطة تفريطاً بائناً إذ لا عدالة في توزيع الخدمة على جميع أهل السودان. وهذا كفيل بأن يزيد من عوامل النزوح عاملاً آخر كان الناس ينزحون إلى المدن لخدمات التعليم والصحة والطرق وبعد هذا سنجد من ينزحون إلى الخرطوم أو المدن لتلقي خدمة انترنت من أحدث الأجيال. هل تترك هيئة الاتصالات كل شركة وهمتها أم عليها واجب إلزامها بالتطوير وعدالة التوزيع. في قريتنا ثلاثة أبراج لثلاث شركات إحداهما لا تقدم خدمة الانترنت إطلاقاً، واحدة خدمتها ثابتة، أما الثالثة وهي الرائدة لا تقرأ أو غير عابئة بزبائنها في تحسين ما تقدم من خدمة. هل يعقل أن يصل عدد المتصلين في لحظة واحدة أربعة آلاف مشترك من برج زين وتظل الخدمة كما هي، ولك أن تتصور كيف تكون سرعة الانترنت المقدمة لهؤلاء الآربعة آلاف متصل. ثقافة الشكوى غير منتشرة في الحياة السودانية إلا من فلق أو خرج من راسه دم هنا بشتكي لكن أن تدفع لشركة اتصالات وتدفع ضريبة للدولة 30% كأعلى ضريبة في العالم وليس 30% بل هناك ضريبة أخرى على المشتركين 1% وعلى شركة الاتصالات ورغم كل ذلك الخدمة سيئة والانترنت بطيء كالسلحفاة ولا نشتكي إلا لله. من هنا أتقدم بشكوى لهيئة الاتصالات الحكومية التي تتحصل من رخص الشركات ملايين الدولارات وتجذب ملايين المشتركين لديوان الضرائب أن خدمة الانترنت ضعيفة في كل السودان وغير مواكبة. |
الثلاثاء، 5 مايو 2015
الاتصالات ليست بخير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق